موضوع: العشق و صفته * المعشوق و صفته 20/6/2013, 04:14
العشق وصفته والمعشوق وصفته
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته تعالوا معي اليوم نتعرف علي العشق وصفته ودلالئه والمعشوق ووصفه طبقا لما جاء باحد كتب العلامة جلال الدين الاسيوطي نبدأ بالعشق وصفته : العشق : من سمح الجواهر وكرم المفاخر وتداعي الضمائر واتفاق الأهواء وامتزاج الأرواح وازدواج الأشباح وتخالص القلوب وتعارف الأفئدة لايكون إلا من اعتدال الصورة وذكاء الفطنة ورقة الحاشية وصفاء المزاج واستواء التركيب والتأليف لأن معني علله علوية تنبعث خواطره بحركات فلكية ونتائج نجومية وهذا قول أكبر المتكلمين ومذهب جميعهم يدور علي قولة صلي الله عليه وسلم " القلوب اجناد مجندة " حديث
وقد جري نزاع بين الناس في أسباب وقوع الهوي وكيفيته وهل يكون ذلك من نظر وسماع واختيار ام عن اضطرار ؟ وما علة وقوعه بعد أن لم يكن ؟ ثم عدمه بعد كونه ؟ وهل ذلك فعل للنفوس الناطقة أو فعل للجسم وطبعه ؟ فذكر عن ابقراط أنه قال : الهوي امتزاج النفس بالنفس كما لو امتزج الماء بماء مثله عسر تخليصه ، بل لايمكن بحيله من الاحتيال البتة ، والنفس ألطف من الماء ، وارق مسلكا فمن ذلك لايزيله مرور الليالي ولا تخلفه الدهور ، ولا يدفعه دافع ، توعر علي الأطباء مسلكه وخفي عن الابصار موضعه وحارت القلوب دون كيفيته غير أن ابتداء حركته وعظيم سلطانه في القلب ثم ينقسم علي سائر الأعضاء فتبدأ الرعدة في الأطراف والصفرة في الألوان واللجاجة في اللسان والزلل والعثار في النطق حتي ينيب صاحبة الي النقص وقد قيل : علامة من كان الهوي في فؤاده *** اذا نظر المحبوب أن يتحيرا ويصفر لون الوجه بعد احمراره *** وإن خاطبوه بالكلام تعسرا وقد قيل ايضا : وإني لتعروني لذكراك هزة *** كما انتفض العصفور بلله القطر
ناتي الان الي امارات العشق ودلائلة : ذهب كثير من الطبيعيين وذوو الفحص من المتطببين أن العشق : طمع يتولد في القلب وينمو وتسري إلي مواد الحركة فكلما قوي ازداد صاحبه في الاهتياج واللجاج والتمادي في الفكر والهيمان وضيق الصدر فإذا فسد الفكر ادي ذلك إلي الجنون فحينئذ : ربما قتل العاشق نفسه وربما مات غما وحزنا وربما نظر إلي معشوقه فيموت فرحا وحبا وربما شهق الشهقة فتخفي روحه أربعين ساعة فيظن أهله انه قد مات فيدفنونه حيا وربما تنفس الصعداء فتخفي روحه في تامور قلبه وينضم القلب عليه فلا ينفرج حتي يموت وربما رأي محبوبه فجأة فتخرج روحه فجأة وانت تري العاشق إذا سمع بذكر من يحب كيف يهرب دمه ويستحيل لونه يقول ابن الفارض : هو الحب فاسلم بالحشا ما الهوي سهل *** فما اختاره مضني به وله عقل وعش خاليا فالحب راحته عنا **** وأوله سقم واخره قتل
واخيرا نأتي للمعشوق وصفته : وكلام بعض أهل العصر في المعشوق الذي له حد الكمال والإجمال كلام المعشوق الذي لا يجد عنه عاشق سبيلا إلي السلو والانتقال منه بسبع خصال فمن ذلك : أن يكون جميل المنظر بهيا أن يكون رفيع البيت سريا أن يكون حلو التقطيع والنادر لاذعيا أن يكون لبيبا عاقلا حييا أن يكون طاهرا عفيفا تقيا أن يكون ذا يسار ومروءة تظهر ملوكيته خلقا وزيا أن يكون مفصلا جوادا يفيض علي إلفة نواله يساقط رطبا جنيا
فإذا اجتمع هذا في المعشوق كان حبه لزام الصب المشوق ولو اجتمعت هذه النعوت في الصورة غير المستحسنة لكانت جذابة للنفوس بأزمة الفضائل واعنة حسن الشمائل فكيف بها في الموهوب تمام الصورة والمناسبة الباطنة والظاهره وهذا انما يوجد نادرا في الدهر
قال الشاعر : كأن الله صوره من نوره بشرا *** وأنشأ الخلق من ماء ومن طين
فإذا كان كما قال بعض الواصفين : ذا وجه صبيح وقد رجيح وخصر نحيل وردف ثقيل مع تناسب الأعضاء واستواء الخلقة فصيح اللسان سهل العنان كحيل العيون مريض الجفون فهذا الذي يسبي العاشقين فسبحان من خلق الملاح وجعلهم فتنة للعالمين
وقال : لا عاشق علي الأغلب إلي موفر النعماء مكفيا كد المعيشة لأنه عن فراغ نفسة ورقة حاشية
قيل : لو أن بثينة وجميلا قعدا ليلة دون غذاء لبص كل واحد منهما في وجه صاحبه
ويقال : العشق اذا تزين بالعفاف فهو معني شريف
قال أبو الطيب المتنبي : وأحلي الهوي ما شك في الوصل ربه *** وفي الهجر فهو الدهر يرجوا ويتقي ويبين الرضا والسخط والقرب والنوي *** مجال لدمع المقلة المترقرق
وقول العباس بن الاحنف : وأحسن أيام الهوي يومك الذي *** تروع بالهجران فيه وبالعتب إذا لم يكن في الحب سخط ولا رضا *** فأين حلاوات الرسائل والكتب
ثم قالوا : ولاينبغي لعاقل ولا جاهل أن ينكر علامة شخص وحنين شكل إلي شكل ومؤالفة إلف لإلف ، فالقلوب صافية قابلة والعيون إليها ناقلة ومن هنا ادعي الصوفية مباطنة الحب ومقامات الهوي
يقول الجوهري : كل بيت انت ساكنه *** غير محتاج الي السرج ومريضا انت عائدة ** قد اتاه الله بالفرج
|
الجنس
|| مسآهمآتي
التقيم
•سجلت فــي ||
موضوع: العشق و صفته * المعشوق و صفته 
20/6/2013, 04:14
