أعادت الأمواج العاتية للبحر في عدد من المدن التي توجد على السواحل الأطلسية إلى أذهان عدد من المغاربة شائعة "تسونامي" التي بثتها جريدة مصرية تحدثت قبل أسابيع قليلة عن تدمير رهيب يطال المدن الساحلية أواخر دجنبر المنصرم، وهو ما فندته مصالح الأرصاد الجوية الوطنية في حينه.

الأمواج التي تجاوزت ليلة الأحد الاثنين ستة أمتار، والتي من المتوقع أن تنخفض في الليلة التي تليها إلى أربعة أمتار، خلفت أضرارا متفاوتة الخطورة في بعض المدن، خاصة الرباط وسلا والدار البيضاء وآسفي، وهو جعل الكثيرين يطلقون على هذه الظاهرة الطبيعية "تسونامي صغير".

ولم يعتد المواطنون المغاربة، خاصة أولئك الذين يقطنون في الأحياء التي تتواجد بالقرب من الساحل الأطلسي، أو ممن قُدر لهم أن يعاينوا تلاطم الأمواج الضخمة، أن يشاهدوا مثل ذلك المد البحري المرتفع، والذي لم تشهد له البلاد مثيلا منذ سنوات عديدة، وهو ما أثار دهشة كل من وقف على تلك القوة الهائلة للأمواج العاتية.

مواطنون كثر تحدثت إليهم هسبريس عبروا عن دهشتهم وتخوفهم مما حدث، ولمحوا إلى أن المغرب، بعد ظاهرة المد البحري العالي ليلة أمس، ليس بمنأى عن حدوث "تسونامي" يدمر كل ما يجده في طريقه، خاصة في المدن الواقعة على ساحل البحر الأبيض المتوسط.

تخوفات بددها من قبل الخبير المغربي في الأرصاد الجوية، محمد بلعوشي، في تصريحات سابقة لهسبريس، باعتبار أن الحديث عن "تسونامي" لا يستقيم علميا ومنطقيا دون وقوع زلازل أولا، متابعا بأن "عواصف "تسونامي" لا يمكن التنبؤ بها، لارتباطها بالزلازل بدرجة معينة من القوة، كما أن العلم لحد الآن لم يستطع توقع الزلازل مدة زمنية كافية".

وبالمقابل فإن المغرب، بحسب خبراء في الزلازل، لا يوجد في مأمن من عواصف "تسونامي"، مثل تلك ضربت سواحل سومطرة في إندونيسيا، قبل سنوات خلت، باعتبار أن المغرب سبق له أن شهد موجات تسونامي مرتين، الأولى في 1755، والثانية سنة 1969.

تسونامي الفاتح من نونبر عام 1755 ضرب السواحل المغربية بعنف غير مسبوق، حيث دمرت عواصفه الكثير من معالم عدد من المدن، حتى أن تداعياتها بلغت بعض المدن داخل البلاد، إذ بلغت الأمواج 17 مترا حينها، جراء زلزال دموي ضرب لشبونة البرتغالية، وأفضى إلى مقتل أكثر من 70 ألف شخص.

أما تسونامي 1969 فلم يكن بنفس العنف والحدة، حيث شهدت البلاد موجات صغيرة لم تلحق أضرارا كبيرة بالمدن الشاطئية، وذلك عقب زلزال ضرب عرض المحيط الأطلسي، غير أنه لم يُبعد أبدا المغرب من شبح عاصفة "تسونامي" رهيب قد لا يُبقي ولا يذر.
Partager

شكرا على الموضوع الرائع