من لم يمت بالسيف مات بغيره ........... تنوعت الأسباب والموت واحد ربما يكون هذا البيت دخل ذاكرتي وأنا صغير ! لينضم إلى مساحة في عقلي اسمها ( فلسفة الموت ) ولتي تقول ( كل شيءيموت إلا الله ) . تكونت هذه المساحة عندما رأيت أبي قد مات ،وجدتي قد ما تت ،وأقاربي مات الكثير منهم . رايت الصانع يموت فوق صنعته ! رأيت العروس يموت في ليلة عرسه ! رأيت الباني يموت قبل أن يسكن ما بناه ! ورغم أن الموت كان ذا مساحة واسعة في عقلي إلا أني كنت في حاجة إلى فهم معنا ه ( ما هو الموت ) ؟! تمر الأيام وتقع عيني على قصة لأعرابي عندما حضره الموت قال لمن حوله إلى أين أذهب بعد الموت ؟! قالوا له : تذهب إلى الله . قال : أهلا بالموت ! قدوم على كريم . ولعلي سمعت أن للموت طعما عندما قرأت بيتا لبدر بن عبد المحسن وهو يقول فيه : الموت حق وكل نفسن تذوقه .......... مير البلى اللي يذوق طعمه ولا مات !!!! لأنتقل من الساحة الشعبية إلى العربية الفصحى إلى جواهر المتنبي وهو يقول :
فطعم الموت في أمر حقير .......... كطعم الموت في أمر عظيم ولعل المعنى يكتمل عندما أقلّب صفحات خبر السماء وأعلم أن للموت طعما تذوقه النفس ( كل نفس ذائقة الموت ) ويعلمني القرآن أن الموت في كل مكان ( أينما تكونوا يدركم الموت ولو كنتم في بروج مشيدة ) وأن لجميع يموت ( كل من عليها فان . ويبقى وجه ربك ذو الجلال ولإكرام ) وأن الموت قوة عظيمة لو اجتمعت جيوش العالم على أن يردوه عنك لما استطاعوا إلى ذلك سبيلا . !قال تعالى ( قل فادفعوا عن أنفسكم الموت إن كنتم صادقين ) ولقد علمني القرآن شيئا ادهشني ! ألا وهو : أن الفرار من الموت كالفرار إليه !! ( قل إن الموت الذي تفرون منه فإنه ملاقيكم ) وما أدهشني أكثر أن الموت خلق قبل الحياة ( الذي خلق الموت والحياة ليبلوكم أيكم احسن عملا ) ولقد علمني القرآن أن علي أن أرقب قدوم الموت في كل لحظة ( يا أيها الذين آمنوا لا تلهكم أموالكم ولا أولادكم عن ذكر الله ومن يفعل ذلك فأولئك هم الخاسرون . وأنفقوا مما رزقناكم من قبل أن يأتي أحدكم الموت فيقول رب لولا أخرتني إلى أجل قريب فأصدق وأكن من الصاحلين . ولن يؤخر الله نفسا إذا جاء أجلها والله خبير بما تعملون ولقد علمني القرآن أن انتظر الموت في كل أرض ( وما تدري نفس بأي أرض تموت )