سيرته : ولد فى القاهرة عام 1868 م فى أسرة موسرة متصلة بقصر الخديوي أخذته جدته لأمه من المهد ، وكفلته لوالديه حين بلغ الرابعة من عمره ، أدخل كتاب الشيخ صالح – بحى السيدة زينب – ثم مدرسة المبتديان الابتدائية ، فالمدرسة التجهيزية ( الثانوية ) حيث حصل على المجانية كمكافأة على تفوقه حين أتم دراسته الثانوية دخل مدرسة الحقوق ، وبعد أن درس بها عامين حصل بعدها على الشهادة النهائية فى الترجمة ما أن نال شوقي شهادته حتى عينه الخديوي فى خاصته ، ثم أوفده بعد عام لدراسة الحقوق فى فرنسا ، حيث أقام فيها ثلاثة أعوام ، حصل بعدها على الشهادة النهائية فى 18 يوليه 1893 م أمره الخديوي أن يبقى فى باريس ستة أشهر أخرى للإطلاع على ثقافتها وفنونها عاد شوقي إلى مصر أوائل سنة 1894 م فضمه توفيق إلى حاشيته سافر إلى جنيف ممثلاً لمصر فى مؤتمر المستشرقين لما مات توفيق وولى عباس ، كان شوقي شاعره المقرب وأنيس مجلسه ورفيق رحلاته أصدر الجزء الأول من الشوقيات – الذي يحمل تاريخ سنة 1898 م – وتاريخ صدوره الحقيقي سنة1890 م نفاه الإنجليز إلى الأندلس سنة 1914 م بعد أن اندلعت نيران الحرب العالمية الأولى ، وفرض الإنجليز حمايتهم على مصر 1920 م عاد من المنفى فى أوائل سنة 1920 م بويع أميراً للشعراء سنة 1927 م أنتج فى أخريات سنوات حياته مسرحياته وأهمها : مصرع كليوباترا ، ومجنون ليلى ، قمبيز ، وعلى بك الكبير فى عام 1932 رحل شوقي عن دنيانا ، وقد كان شوقي يخشى الموت، ويفزع منه شديد الفزع ، كان يخاف ركوب الطائرة، ويرفض أن يضع ربطة العنق لأنها تذكره بالمشنقة ، وكان ينتظر طويلا قبل أن يقرر عبور الشارع ، لأنه كان يشعر أن سيارة ستصدمه فى يوم من الأيام ، وتحققت نبوءته ، وصدمته سيارة فى لبنان ، وهو جالس فى سيارته ، ونجا من الموت بأعجوبة . كما كان يخاف المرض ، ولا يرى صيفا أو شتاءا إلا مرتديا ملابسه الكاملة وكان يرتدى الملابس الصوفية فى الشتاء والصيف على السواء . وعندما مات الإمام الشيخ محمد عبده سنة 1905 م ، وقف على القبر سبعة من الشعراء يلقون قصائدهم ، أرسل شوقي ثلاثة أبيات لتلقى على قبر الإمام ، يقول فيها: مفسـر أي اللـه بالأمس بيننـا قـم الـيوم فسر للـورى آية الموت رحمت ، مصير العالمين كما ترى وكل هـناء أو عزاء إلى فـوت هـو الدهـر مـيلاد فشغل فماتـم فذكر كما اتقى الصدى ذاهب الصوت وكان أول الشعراء الذين القوا قصائدهم حفني ناصف ، واخرهم حافظ إبراهيم ، ثم أنشدت أبيات شوقي بعد ذلك . وحدث أن تنبأ أحد الأدباء : بان هؤلاء الشعراء سيموتون بحسب ترتيب إلقائهم لقصائدهم ، وبالفعل كان حفني ناصف أول من فقد من هؤلاء الشعراء ثم تتابع رحيلهم بحسب ترتيب إلقاء قصائدهم على قبر الأمام ، وكان حافظ آخر من مات ، أيقن شوقي أن اجله قد قرب فاغتنم وحزن.. وسافر إلى الإسكندرية ، كأنما يهرب من المصير المحتوم … ولكن هيهات .. فقد مات شوقي فى نفس العام الذي مات فيه حافظ ، وكان قد نظم قبل وفاته وصيه جاء فيها : ولا تلقـوا الصخـور على قـبرى ألـم يكف همـا فى الحـياة حملته فاحمله بعد الموت صخرا على صخر توفى شوقي فى 14 أكتوبر 1932 م مخلفاً للأمة العربية تراثاً شعرياً خالداً
قصيدة نظرة فابتسامة خدعوها بقولهم حسناءُ والغواني يغرهن الثناءُ أتراها تناسب اسمي لما كثرت في غرامها الأسماءُ إن رأـني تميل عني كأن لم تك بيني وبينها أشياءُ نظرة فابتسامة فسلامٌ فكلامٌ فموعدٌ فلاقاءُ يوم كنا ولا تسل كيف كنا نتهادى من الهوى ما نشاءُ وعلينا من العفافِ رقيبٌ تعبت في مراسه الأهواءُ جاذبتني ثوبي العصي وقالت أنتم الناس أيها الشعراءُ فاتقوا الله في قلوب العذارى فالعذارى قلوبهن هواء
أرى الصبر أوشك أن ينفذا وأوشكت في القرب أن أبعدا وأوشك قلبي أن يستريح وأوشك طرفي أن يرقدا وكدت أعايش هذا الأنام وقد عشت بينهم مفردا يخيل لي أنني قد أضعت شبابي وقلبي وعمري سدى وأن حياتي وأسبابها خطبت بها عندكم فرقدا تناءيتم زمنا طائلا وبنا كما كان رجع الصدى فإن تلتق اليوم أشباحنا فذاك لقاء غريب المدى تقربه اليوم دنيا الخيال ويبعده كل حاد حدا يذكرنا كل أمس مضى وكل غريب به قد شدا وما نحن إلا الزمان الذي عدا في الأنام على من عدا نصوره صورة في الضمير ونبدي على ضعفنا ما بدا فيحسبنا الناس أقوى على يد الدهر مما يكيد العدى ولكننا إن خلونا إلى خواطرنا نستجير الردى وإن لاح في بابكم عاذل مررنا به ركعا سجدا نحاذر من أن ترانا العيون ونخشى على البؤس أن نحسدا فعد لي حبيبي كما قد عهدت على الدهر يا سيدي مسعدا وخل النواح ودنيا الانين فقد أوشك العمر أن ينفذا ومد حبيبي إلى من براه غرامك عطفا وأهد اليدا أو اهزأ كما شئت بالذكريات وأذهب في الحب كبش الفدا
حُسامُك من سقراطَ في الخطب أَخْطَبُ وعودك من عود المنابر اصلبُ ملكتَ سَبِيلَيْهِمْ:ففي الشرق مَضْرِبٌ لجيشك ممدودٌ ، وفي الغرب مضرب وعزمك من هومير أمضى بديهة وأجلى بياناً في القلوب ، واعذب وإن يذكروا إسكندراً وفتوحه فعهدُك بالفتح المحجَّل أَقرب ثمانون ألفاً أسد غابٍ ، ضراغمٌ لها مِخْلبٌ فيهم، وللموتِ مخلب إِذا حَلمتْ فالشرُّ وسْنانُ حالمٌ وإن غضبتْ فالرُّ شقظان مغضب ومُلكُك أرقى بالدليل حكومة ً وأَنفذُ سهماً في الأُمور، وأَصوَب وتغشى أَبِيّاتِ المعاقل والذُّرا فثيِّبُهُنَّ البِكْرُ، والبكْرُ ثَيِّب ظهرتَ أَميرَ المؤمنين على العدا ظهوراً يسوء الحاسدين ويتعب يقود سراياها ، ويحمي لواءها حوائرَ، ما يدرين ماذا تخرِّب؟ سل العصر ، والأيام : والناس : هل نبا نَبا لرأْيك فيهم، أو لسيفكَ مَضْرِب همُ ملأوا الدنيا جَهاماً، وراءَه جهامٌ من الأعوان أَهذَى وأَكذب يجيء بها حيناً ، ويرجع مرة ً كما تَدفعُ اللّجَّ البحارُ وتَجْذِب ويرمي بها كالبحر من كلِّ جانبٍ فكل خميسٍ لجة ٌ تتضرب فلما استللت السيف أخلب برقهم وما كنت - يا برق المنية - تخلبُ أخذتهم ، لا مالكين لحوضهم من الذَّودِ إلا ما أطالوا وأسهبوا ويُنفذُها من كلِّ شعب، فتلتقي كما يتلاقى العارض المتشعب ولم يتكلف قومك الأسد أهبة ً ولكنَّ خلقاً في السباع التأهب ويجعلُ ميقاتاً لها تَنبري له كما دار يلقى عقرب السَّير عقرب كذا الناس : بالأخلاق يبقى صلاحهم ويذهب عنهم أمرهم حين يذهب فظلت عيونُ الحرب حيرى لما ترى نواظرَ ما تأْتي الليوثُ وتُغرِب تبالغ بالرامي، وتزهو بما رمى وتعجب القواد ، والجندُ أعجب ومن شرف الأوطان ألا يفوتها حسامٌ معِزٌّ، أو يَراعٌ مهذَّب أمِنَّا الليالي أَن نُرَاع بحادثٍ ومُلْهمِها فيما تنال وتكسِب وما الملك إلا الجيش شأْنا ومظهراً ولا الجيشُ إِلا رَبُّهُ حين يُنسب
قلَّدتُه المأْثورَ من أَمداحي؟ لكَ في العالمين ذكر مخلدْ يتجاوزون إلى الحياة ِ الجودا هل من بُناتِك مجلسٌ أو نادي؟
ولدَ البدائعَ والروائعَ كلها وحياة ما غادرت لك في الأحـ ـياء قبلاً ولم تذر لك بعدا صبغ السوادُ حَبيرَهُنَّ إِنَّ القضاءَ إِذا رمى باني صروح المجدِ ، أنتَ الذي تبني بيوتَ العلم في كل ناد
أَو دَعْ لسانَك واللغاتِ، فربّما
دكَّ القواعد من ثَبير اللاعبات على النسيم غدائراً الراتعات مع النسيم قدودا ودهى الرعية َ ما دهى فتساءلوا بين الرفارف، والمشا وفتوحُ أَنورَ فُصِّلت بِصفاحِ لك في البحر في كل برج مشيد
في كل مُظلِمة ٍ شُعاعٌ هادي ذكروكَ والتفتُوا لعلك مُسعِدٌ ذِكْرَ الصغير أباه في الأخطار فلكٌ يدورُ سعودُه أُوحِيَ مِنْ بعدُ إِليه فهاد فأسى جراحَهمُ وبلذَ صداهمُ ـإِسلام من حُفَر القبور قل للأعاجيب الثلاث مقالة ً فانهار بيِّنة ً، ودُكَّ شهيدا لله أنت ، فما رأيتُ على الصفا الناهلاتِ سوالفاً وخدودا
وجد السوادُ لها هَوَى المُرتاح سمعاً لشكوايّ ، فإن لم تجد منك قبولاً ؛ فالشكاوي تُعاد لهفِي على مَهَجٍ غوالٍ غالها والبحرِ في حجم الغديرِ عدلاً على ما كان من فضلكم في العالمينَ عزيزَة َ الميلاد عند المُهيمن ما جرى شركُ الردَى في ليلة ٍ ونهار ذهبوا فليتَ ذهابهم لعظيمة ٍ هارون في خالي العصور العاثراتُ من الدلا لولا جُلَى زيتونيَ النَّضْرِ؛ ما ورُفعتِ من أخلاقهم بِعماد المترَعاتُ من النعيـ كالموتِ في ظِلّ القَنا الخطَّار وتصون النوال عن حسن صنع أَو خَلِّ عنك مَواقفَ النصاح إن نحن أكرمنا النزيل حيالها فالضيفُ عندك موضعُ الإرفاد
الحقُّ أَولى من وليِّك حرمة ً عاد الأمانُ وعدتَ يا بنَ محمد والبدْرُ يجملُ عند أَمن السَاري
ليس من يفتح البلاد لتشقى في الحسن من أثر العقول وبادي أَدُّوا إِلى الغازي النصيحة َ يَنتصحْ ـوب والشام أن عهدك عسجدْ إن شئتَ فانزلْ في القلوب كرامة ً الآمراتُ على الولا
وأُرضعَ الحكمة عيسى الهدى قم قبِّل الأحجارَ والأيدي التي أخذتْ لها عهداً من الآباد تقضي السياسة ُ غيرَ مالكة ٍ لما حكمت به نقضاً ولا توكيدا أيدتهم قرابة ٌ وقبيل وأرى الله وحده لك أيد ودُفنتِ عند تبلُّج الإِصباح فاستقبلا صفوَ الليالي واسحبا ـلِكَ في يدِ الملكِ الغفور وأَقول مَن رد الحقوقَ إِباحي؟
خُلقوا لِفقه كتيبة وسلاح ـأَرواح غالية ِ المهور يَدنو بها القاصي من الأوطار إنّ الحكومة َ من يمينك في يدٍ مأمونة ِ الإيرادِ والإصدار والروض في حجم الدنا بين الشماتَة ِ والنكير فانصرُ بهمتك العلومَ وأهلها بين المعاقل، والقَنا خفضوا الرؤُوسَ ووتَّروا
الراوياتِ من السُّلاف محاجراً أَأَقولُ مَن أَحيا الجماعة َ مُلحِدٌ بدورَ حسن ، وشموسَ اتقاد بالأَمس أَوهى المسلمين جراحة ً
بنِيَّ ـ يا سعدُ ـ كزُغبِ القَطا ما ينتهين من الصلا ة ِ ضراعة ً ومن النذور ولاأرضُ من أنوارِ ذاتك أشرقت لا تُخِلها أبداً من الأنوار خ على الخَوَرْنَق والسَّدير وترى الأمر بين قلبٍ ذكيّ في يديه وبين جفن مسهَّد ورُبَّ نَسلِ بالندى يُستفاد مَوْشِيَّة ً بمواهب الفتاح ب كما شبَّت الأهلّة مُردا صفيرُهُ يَسلُبني راحتي وكان من يققِ الحُبور اطلعْ على يمنٍ بيُمنك في غدٍ وتجلَّ بعد غدٍ على بغداد من مبلغٌ دارَ السعادة أنها ـن ـ على الممالكِ والبحور بردُ الخلافة ِ والسياسة ُ جذوة وحمـ أَين الرَّوِيَّة ُ، والأَنا واليوم مدّ لهم يَدَ الجرّاح عطفٍ ومن نصرٍ ومن إكبار من كنتُ أَدفعُ دونَه وألاحي وقفوا بمصرَ الموقفَ المحمودا باقٍ، وليس بيانُه لنفاد هل من ربيعة حاضرٌ أَو بادي حتى تناول كلَّ غيرِ مباح حين أخمدتها ولم تمك تخمد لم يخترع شيطان حشان ، ولم تخرج مضانعُه لسانَ زياد ودَّ الرشيدُ لو انها لزَمانِهِ العاثراتُ من الدلا
زعموا الشرق من فعالك قلقاً سمة ً يتيه بها على الأعصار شعراً ، وإن لم تخلُ من آحاد لا أقنع الحساد ، أين مكانها في الحقِّ من دَمِكَ الطَّهور ضجَّتْ عليكِ مآذنٌ، ومنابرٌ أن تجعلوه كوجهه معبودا فانظر ، لعلك بالعشيرة بادي اللاعباتِ على النسيم غدائراً غنَّى الأصيلُ بمنطقِ الأجداد يومٌ تُسميهِ الكِنانة ُ عيدا جعلَ الجمالَ وسرَّه في الضاد
مدرسة ً في كلِّ حيٍّ تُشاد واملأوا مسمعَ الزمانِ حديثاً في كلِّ غُدوة ِ جُمعة ورواح الجهلُ لا يلِدُ الحياة مواتُهُ إلا كما تلدُ الرِّمامُ الدودا يا كريم الجدود عش لبلادٍ عيشها في ذَرَى جدودك أرغد
أَمَحَا من الأَرض الخلافة َ ماح؟ ـنَ وبالخليفة من أسير بين فلكٍٍ يجري وآخر راسٍ ولواءٍ يحدو وآخرَ يُحدى وبه يُبارك في المما لكِ والملوكِ على الدهور ولَّتْ سيوفُهما، وبان قناهُما
يُفتَى على ذهبِ المُعزِّ وسيفِه عند المُهيمن ما جرى في الحقِّ من دَمِكَ الطَّهور وطريقَ البلاد نحو المعالي وسياجاً لملك مصرٍ وحَدا أنت أنشأته فلم تر مصرٌ جحفلاً بعده ولم تر جُندا القابضين على الصَّليـ ـل كجدِّهم ، وعلى الصَّرير والناسَ نقلَ كتائبٍ في الساح أن يجاروا الزمان وصلاً وصدّا مِ العادِلِ النزِهِ الجدير
شاكياً للبنين والأمر والصحـ وقبيحٌ بالدار أن تعرفَ البغـ ـضَ وبالمهدِ أن يباشرَ حقدا ونُعيتِ بين معالم الأَفراحِ
ناشئٌ في الوردِ من أيامِهِ أبا الهَولِ ، طالَ عليكَ العُصُرْ والعلمُ بعضُ فوائدِ الأَسفار ظلمَ الرجالُ نساءهم وتعسفوا بين إِشفاق عليكم وحذر؟ فمصابُ المُلك في شُبَّانه اين البيانُ وصائبُ الأفكار؟ فيه مجالٌ للكلام، ومذهب ليَراعِ باحثة ٍ وسِتِّ الدار سدَّد السهمَ الى صدرِ الصِّبا ورماه في حواشيه الغُرَر بيدٍ لا تعرفُ الشرَّ ، ولا صَلحتْ إلا لتلهُوبالأُكر بُسطتْ للسمّ والحبل ، وما بُسطت للكأسْ يوماً والوترَ لِ ، تزولان في الموعد المنتظر؟ مما رأيتُ وما علمتُ مسافراً فَكَّكَ العلمَ، وأَودى بالأُسَر؟ فيه مجالٌ للكلام ، ومذهب بيدٍ لا تعرفُ الشرَّ، ولا المؤمنون بمصر يُهـ ولياليه أصيلٌ وسَحر أبا الهول، ماذا وراء البقا ءِ - إذا ما تطاول - غيرُ الضجَر؟ إِن الحجابَ على فروقٍ جنة ٌ على لُبد والنُّسور الأُخَر ـنَ وبالخليفة ِ من أَسير خِفَّة ً في الظلّ ، أو طيبَ قِصر ة ِ لحَقتَ بصانِعكَ المقتدر والمسكِ فيّاحِ العبير بُرْدَيَّ أَشعرَ من جَرير كل يوم خبر عن حَدثٍ سئم العيشَ ، ومَنْ يسأم يَذَر فإن الحياة َ تفُلُّ الحديـ ـدَ إذا لبستْهُ ، وتُبْلي الحجَر الصابراتُ لضرَّة ومضرَّة فكفى الشيبُ مجالاً للكدر عاف بالدنيا بناءً بعد ما خَطب الدُّنيا ، وأهدَى ، ومَهر من كلِّ ذي سبعين ، يكتمُ شيبهُ والشيبُ في فَوديه ضوءُ نهار حلَّ يومَ العُرسِ منها نفسَه رحِمَ اللهُ العَروس المخْتضَر يأبى له في الشيب غيرَ سفاهة غفرَ اللَّهُ له، ما ضرَّه
أَين البيانُ وصائبُ الأَفكار؟
ضاق بالعيشة ذرعاً ، فهوى ذاهباً في مثلِ آجالِ الزّهرَ ما حَلَّه عَطْفٌ ، ولا رِفْقٌ، ولا برٌّ بأهل ، أو هوى ً لديار وقليلٌ من تَغاضَى أَو عذَر وصِبا الدنيا عزيزٌ مُخْتَصَر
هارباً من ساحة ِ العيش ، وما
لا أرى الأيام إلا معركاً مهما غدا أو راح في جولاته دفعته خاطبة ٌ الى سمسار وصبيٍّ أَزْرَت الدُّنيا به كالشمس ، إن خُطبتْ فللأقمار أبا الهول وَيْحَكَ لا يُستقلـ فتشتُ لم أَرَ في الزواج كفاءَة ً ة ِ، الناهياتُ على الصدور
ولقد أبلاك عذراً حسناً أسال البياضَ وسَلَّ السَّوادَ وأوْغل مِنقارُه في الحفَر
المالُ حلَّل كلَّ غير محلَّلِ سَحَر القلوبَ، فُربَّ أُمٍّ قلبُها من سحره حجرٌ من الأحجار قلبٌ صغيرُ الهمِّ والأَوطار ويقول الطبُّ : بل من جنة ٍ ورأيت العقلَ في الناسِ نَدَر كأن الرّمالَ على جانِبَيْـ بقلادة ، أَو شادِناً بسوار ورَمَتْ بها في غُربة وإسار
يخفى ، فإِن رِيعَ الحمى ضَنُّوا بِضائعِ حقِّهم ـن حُسَامُه شيخُ الذكور وتَعَلَّلَتْ بالشرع ، قلت: كذبتهِ وبنى المُلك عليه وعمَر ما زُوّجت تلك الفتاة ُ ، وإنما بِيعَ الصِّبا والحسنُ بالدينار لا أرى إلا نظاماً فاسداً عيل والملكِ الكبير قال ناسٌ: صَرْعَة ٌ من قدر ها من ملائكة وحور؟ ـدِ، وعِصْمَة ُ المَلك الغرير فتشتُ لم أرَ في الزواج كفاءة ً ككفاءة الأزواجِ في الأعمار
نزل العيش ، فلم ينزل سوى نُقِلت من البال الى الدَّوّار أَمسَيْن في رِقِّ العبيـ وليالٍ ليس فيهن سَمر
والدرِّ مؤتلقِ السنا
وعلى الذوائب وهي مِسْكٌ خولطت في بني العَلاّتِ من ضِغْنٍ وشر لك في الكبير وفي الصغير أبَويهم أو يُباركْ في الثَمر
والخيل، والجمِّ الغفير نَشَأَ الخيرِ ، رويداً ، قتلُكم القابضين على الصَّليـ لو عصيْتم كاذبِ اليأْسِ، فما في صِباها ينحرُ النفسَ الضَّجَر شارَفَ الغَمرة َ منها والغُدُر يا ربِّ تجمعُهُ يدُ المقدار
ـمِ، الراوياتُ من السرور
فيم تجنون على آبائكم وكيف ابتلوا بقليل العديـ ـدِ من الفاتحين كريم النفَر؟
وتعقّونَ بلاداً لم تَزَل
فمصابُ المُلك في شُبَّانه
بُشرى الإِمام محمد ـأَيام في الزمنِ الأَخير وربُّهن بلا نصير شبَّ بين العزِّ فيها والخطر
ورفيع لمْ يُسوِّدْهُ أب
يتلو الزمانُ صحيفة ً روِّحوا القلبَ بلذّات الصذِبا ة ُ، وحكمة ُ الشيخِ الخبير؟ شيخُ الملوك وإِن تضعـ وانشدوا ما ضلَّ منها في السِّير
وكان من يَققِ الحُبور مهما غدا أَو راح في جولاته وعمروا يسوقُ بمصَر الصِّحا بَ ، ويزجي الكتابَ ، ويحدو السُّورَ لا بالدّعِيِّ، ولا الفَخور جعلَ الوِرْدَ بإذْنٍ والصَّدَر إِنما يسمحُ بالروح الفَتَى نورٌ تلأْلأَ فوق نور
ئرُ في المخادع والخدور تجوس بعين خلال الديا نبأٌ يثيرُ ضمائرَ الأَحرار المحيياتُ الليل بالأَذكار نُ تحرّك ما فيه ، حتى الحجر
قِفْ بروما ، وشاهد الأمرَ ، واشهد أَن للمُلك مالكاً سبحانَه دولة ٌ في الثرى ، وأَنقاضُ مُلكٍ هَدَمَ الدهرُ في العُلا بنيانه يا عزيز السجن بالبابا، إِلى وأَبوكَ الفضلُ خيرُ المُنجبين قد امتلأَت منك أَيْمَانها مَزقت تاجهَ الخطوبُ ، وألقت في الترابِ الذي أرى صولجانه
لا يقولَنَّ امْرُؤ: أَصْلِي، فما طللٌ ، عند دمنة ٍ ، عند رسمٍ ككتابٍ محا البلى عنوانه وفقدتمُ ما عزَّ في وجدانه وضلَّ المقاتلَ عُدْوانها وثماثيل كالحقائق ، تزدا في ذمة ِ الله ـ أَوْفَى ذمة ٍ ـ نَفَرٌ إِنَّ الحياة َ نهارٌ أَو سحابتُه ربَّ خيرٍ في وجوهِ القادمين من رآها يقولُ : هذِي ملوكُ الدَّهر، هذا وقارُهم والرزانه أَين المشاركُ مصرَ في فدانه؟ يدٌ للعناية ِ، لا ينقضي وتبنين الحياة وتهدمينا قسماً ما الخيرُ إلا وجهة ٌ هي هذا الوجه للمستقبلين
هو كالصخرة ِ عند القبط، أَو وبقايا هياكلٍ وقصورٍ بين أَخذِ البِلى ودفع المتانه تربها القيمُ بالحرزِ الحصين أمسك النيلُ ، فلما بشرتْ بك مصرٌ عاد فياضَ اليمينْ
هيهات ينسَى بذلَهم أرواحَهم عبثَ بالدهر بالحواريِّ فيها وبيليوس لم يَهب أرجوانه أترع الوادي كما أترعتِهِ قد عَرَضْتَ الد ليهْنكِ أنهم نزعو أمونا وجرت هاهنا أُمورٌ كبارٌ واصل الدهرُ بعدها جَريانه وقفوا له دون الزمانِ وريبِه ومشت حداثُتهم على حدَثانه راح دينٌ، وجاءَ دينٌ، وولَّى ملكُ قومٍ ، وحلَّ ملكٌ مكانه وضلَّ المقاتلَ عُدْوانها هرَ والجيشَ معاً منعَ الأُمَّ ملاقاة البنين والذي حصَّل المجدون إهرا قُ دماءٍ خليقة ِ بالصيانه فكانوا الشُّهبَ حين الأرض ليلٌ حين الناس جِدُّ مضَلَّلينا حَجب النعمة حتى وَجَدَت شيّد الناسُ عليه، وبَنوْا
في الجو، وارتفعت على كيوانه منايا أبى اللهُ إذ ساورتكَ فلم يليق نابيْه ثُعبانها قهر الأيتام في عيد الندى مهرجان البر عرس البائسين فلطالما أبدى الحنينَ لقسِّه واهتزَّ أشواقاً إلى سَحبانه ليت شعري . إلام يقتتل النا سُ على ذي الدَّنِيَّة الفتانه؟ بلدٌ كان للنصارى قتاداً صار ملكَ القُسوس ، عرش الديانه نَسبُ البدرِ أَو الشمسِ ـ إِذا والمرءُ ذو أثر على أخدانه قد مشينا بين حديه إلى ركبك المحروس بالله المعين
ولكنْ رؤُوسٌ لأَموالهم وأَحالت عسلاً صابَ المَنون حَوَتْ دَمكَ الأَرضُ في أَنفِها منايا أَبى اللَّهُ إِذ ساورتكَ نامَ عنها وهي في سدتِهِ ديدبانٌ ساهرُ الجَفْنِ أمين وشعوبُ يمحون آية عيسى ثم يعلون في البريَّة ِ شانه غاية ٌ قصَّر عنها الفاتحون سائلَ الغُرَّة ِ ممسوحَ الجبين وأنخناهُ لدى الخدر الكنين تقيَّد في التراب بغير قَيْد رُعاة ُ العهودِ وخُوّانها ويُهينون صاحبَ الروح ميْتاً ويُعِزّون بعدَه أَكفانه عالمٌ قُلَّبٌ، وأَحلامُ خَلْقٍ تتبارى غباوة ً وفطانه
ولو زُلتَ غُيَّبَ عَمْرُو الأُمورِ إِنما الأُسوة ُ ـ والدنيا أُسى ً ـ وإذا هالاته عزٌّ مكينْ قل للشباب: زمانُكم مُتحرِّك هل تأْخذون القسطَ من دورانه؟ تعالى اللهُ ، كان السحرُ فيهم وأَين من الرِّبح قسطُ الرجال وإذا الدنيا عليه سْمحة ٌ تُسفِرُ الآمالَ عنها وتَبينْ رومة الزهوِ في الشرائعِ، والحكـ ـمة ِ في الحُكم، والهوى ، والمجانه والتناهي ، فما تعدّى عزيزاً فيكِ عِزٌّ، ولا مَهِيناً مهانه
خُطَبٌ لا صوتَ إِلاّ دونَها
وترَ الناسَ ذئاباً وضِئين ما لحيٍّ لم يُمْسِ منكِ قبيلٌ أو بلادٌ يعدَّها أوطانه وليس الخلدُ مرتبة َ تلقَّى وتؤخذ من شفاه الجاهلينا يصبحُ الناسُ فيك مولى وعبداً ويرى عبدك الورى غلمانه وسرُّ العبقرية حين يسري ميولُ النفوسِ وأَضغانها يا مُلَقَّى النصرِ في أَحلامِه أين ملكٌ في الشرقِ والغربِ عالٍ تحسدُ الشمسُ في الضحى سلطانه؟ ومن المكرِ تَغنِّيك بها ويختلف الدهرُ حتى يَبينَ إلى التاريخ خيرُ الحاكمينا وتَرَ الأَمرَ يداً فوق يدٍ وحملتِ التاجَ فيها أربعين وقفوا له دون الزمانِ ورَيبِه قادرٌ ، يمسخ الممالكَ أعما لاً ، ويعطي وَسِيعَها أعوانه أين مالٌ جَبَيْتِهِ ، ورعايا كلّهم خازنٌ ، وانتِ الخزانه ؟ ومن الخيف ومن دارِ الأمين وأخذُك من فمِ الدنيا ثناءً زكيّاً، كأَنك عثمانها مَنْ دَنا مِن رَكْبِك العالي به من أَديم يَهْرَأُ الدبَّ، إِلى أَين أَشرافُكِ الذين طَغَوْا في الد هرِ حتى أَذاقهم طغيانه فغالي في بنيك الصيدِ غالي ويلعبُ بالنار ولدانها أَين قاضيكِ؟ ما أَناخ عليه؟ أين ناديك ؟ ما دهى شيخانه ؟ سيفُهُ أَحْيينَه في الغابرين فاضً الزمانُ من النبوغِ، فهل فتى غمَرَ الزمانَ بعلمه وبيانه؟ لا ترومي غيرَ شِعري موكباً واخدعِ الأَحياءَ ما شئتَ، فلن فناجيهم بعرشٍ كان صِنْواً لعرشك في شبيبته سَنينا قد رأَينا عليكِ آثارَ حزنٍ ومن الدُّور ما ترى أحزانه
أين التجارة ُ وهي مضمارُ الغنى ؟ وقَتْكَ العنايَة َ بالراحتَينِ وتأْبى الأُمورُ وسلطانها كلُّ حمدٍ لم أصًغْهُ زائِلٌ هم جمالُ الأَرض حيناً بعد حين أين الجوادُ على العلوم بماله؟ أين المشاركُ مصرَ في فدانه؟ اقصِري، واسأَلي عن الدهر مصراً هل قضْت مَرَّتَيْن منه اللُّبانه؟ إِنّ من فرَّق العبادَ شعوباً جعل القسط بينها ميزانه وتاجٍ من فرائده ابنُ سيتي ومن خرزاته خوفو ومينا ولكن على الجيش تقوى البلادُ وبالعلم تشتدُّ أركانها وريدُ الحياة ِ وشِريانها ترفَّع في الحوادث أن يدينا هْبكِ أفنيتِ بالحدادِ الليالي لن تردي على الورى رومانه خُبْثِ ما قد فعلت بالشاربين ولستٌ بقائلٍ : ظلموا، وجاروا على الأُجراءِ، أو جلدوا القطينا فلطالما أَبدى الحنينَ لقسِّه غذاقتل الشيبَ شبانها؟ حَرَقَ الدهرُ يديهِ، وانْجَلَت مِحْنَة ُ التبرِ عن العِرْقِ المتين وكم أكلَ الحديدُ بها صحينا إذا كان في الخُلقِ خسرانها؟
أُمُّكَ النفسُ قديماً أَكْرَمتْ يمَّحِي الميْتُ، ويبلَى رمسُه عَلِّمي الجاراتِ مّما تعلمين ذكرّيهنَّ فَرُوقاً وصِفي طلعة َ الخيلِ عليها والسفين ديْدَبانٌ ساهِرُ الجَفْنِ أَمين تتعجبُ الأجيال من إتقانه أخا اللوردات ، مثلكُ من تحلَّى بحلية ِ آله لمتطوِّلينا ويا سعدُ ، أنت أمين البلاد قد امتلأت منك أيمانها لك الأصل الذي نَبَتتْ عليه ـ وإِن نَفد العمْرُ ـ شُكرانها قمتم كُهولاً إِلى الداعي وفتيانا؟ وقديماً ملئتْ بالمرسلين
لم ينالوا حظَّهم في النابغين؟ كان كالصَّيادِ في دُولَتِهِ لك بالأَمس هو اليومَ خَدين
كأَنه من جمال رائع وهُدًى يا عصاميّاً حوى المجد سوَى ابحثوا في الأَرض: هل عيسى دفين؟ فمصرُ الرياضُ ، وسودانُها عيون الرياض وخلجانها حَمَلَ الأَعْباءَ عنه عصبة ٌ وقديماً مُلئتْ بالمرسَلين إنما الأسوة - والدنيا أسى - سببُ العمران ، نظمُ العالمين ولا الحكمُ أَن تنقضي دولة ٌ يا مبيدَ الأُسْد في آجامها فاودَراهُم وجَرَى يَحمي العرين مَحَقَ الفَرْدَ وأَلغَى حُكْمَه إن حُكْمَ الفَرْدِ مرذول لَعين رأيت تنكُّراً ، وسمعت عتباً فعذراً للغضاب المحنقينا أُبوَّتُنا وأعْظُمهم تُراثٌ نحاذرُ أن يؤول لآخرينا يا عزيز السجن بالبابا ، إلى كم تردَّى في الثرى ذلَّ السجين ؟ عيون الرياضِ، وخلجانها ويذهبَ نهبة ً للناهبينا
يا مَنْ لشعبٍ رزؤه في مالِه قيصرا الأنساب فيه نازَلاَ قيصرَ النفسِ عصامَ المالكين وإلى الموتِ عليه مُقْسِمِين فأَين النبوغ؟ وأَين العلوم؟ خليليَّ اهبطا الوادي ، وميلا الى غُرف الشموس الغاربينا رَوعة َ الحكمة ِ في الشعر الرصين
على طرابُلُسٍ يقضون شجعانا وخُصَّا بالعمار وبالتحايا يموت من البردِ حيتانها! يخال لروعة ِ التاريخ قُدّتْ جنادله العلا من طورسينا
وكان نزيلُهُ بالملكِ يدعى
وأَين الفنون وإِتقانها؟ سَرَّني أنْ قَرَّبَ اللهُ النَّوَى وشَجاني في غدٍ من تدفنين فثَمَّ جَلالة ٌ قَرَّتْ ورامت ولو زُلتَ غُيِّبَ عَمْرُو الأُمور
عظة ٌ قومي بها أَولى وإِن شَفَّهُ الأيْكُ حنينً فقضى وكِرامُ الطيرِ يُرْدِيها الحنين ومن المكرِ تغنيك بها هل يزكِّي الذِّبحَ غيرُ الذابحين ؟ ورفعنا في الضَّحايا ذكرَه لقويٍّ، أَو غنيٍّ، أَو مُبين وطويلِ الرُّمح، في كيدِ الوتين وكأنّ الآلَ فيه هاشمٌ ربَّ يومٍ لكَ جَلَّى وانثنى وأُقسمُ كنتَ في لوزانَ شُغلاً وكنت عجيبة َ المتفاوضينا بلسانٍ كان ميزانَ الشئون ؟ جَلَّ في العناقِ حتى خِلْتُهُ مِنَّة ً فيها لأُمِّ المُنْعِمين ولو كنا نجر هناك سيفاً نواحي السماءِ وأَعنانها مُثارُ السريرة ِ غضبانها وحاجاتُ الكنانة ِ ما قضينا
وفسادٌ فوق باعِ المصلحين
وماذا جبتَ من ظلمات ليلٍ
أَرى الكريمَ بوجدانٍ وعاطفة ٍ ويلقاه الملا مترجلينا؟ سُلِلتَ من الحفائر قبل يومٍ يَسُلُّ من التراب الهامدينا بعد العهدُ فهل يعتبرون ؟ هذه الأهرام تاريخهم فانٍ، ففيه من الجَرْحَى مُشاكلة ٌ وكم مَنْ أَتاك بمجموعة بضائره إذا صحبَ المنونا قمْ تَرَ الدنيا كما غادرتها والعرضُ لا عزَّ في الدنيا إِذا هانا هيناً في العُزَّل المستضعفين فؤاد أجلُّ بالدستورِ دنيا وأَين المدارسُ؟ ما شانها؟ ترى الأحزابَ ما لم يدخلوها على جدَّ الحوادثِ لاعبينا يُجيل السياسة َ غلمانها وهات النورَ واهدِ الحائرينا وليس بمُعييك تبيانها
فثَمَّ جَلالة ٌ قَرَّتْ ورامت سريا صليب الرِّفقِ في ساح الوغى وانتشر عليها رحمة ً وحنانا ولو صَرَّحت لم تُثر الظنونا وهل تصوّرُ أفراداً وأعيانا؟ نزلنَ أَولَ دارٍ في الثرى رَفعَت للشمس مُلكاً ، وللأقمار سلطانا ووقى من الفتنِ العبادَ، وصانا تفننت قبل خلق الفن، وانفجرت علماً على العُصُرِ الخالي وعِرفانا والمسْ جراحاتِ البريَّة ِ شافياً ما كنت إلا للمسيح بنانا أُبَوَّة ٌ لو سكتا عن مفاخرهم تواضعاً نطقت صخراً وصَوَّانا
وإذا الوطيسُ رمى الشباب بناره واضرَع ، وسلْ في خلقِه الرّحمانا هم قلَّبوا كرَة الدنيا فما وجدَتْ جلالُ الملك أَيامٌ وتمضي فيا لكِ هِرَّة ً أَكلت بنيها للهِ له بيعاً ولا صلبانا وصيّروا الدهرَ هزءاً يسخرون به يَسُلُّ من التراب الهامدينا لم يَسلك الأَرضَ قومٌ قبلهم سُبُلاً ولا الزواخرَ أَثباجاً وشُطَّانا ومن دُولاتهم ما تعلمينا تقدم الناسَ منهم محسنون مضَوا للموت تحت لواءِ العِلم شجعانا إن الذي أمرُ الممالك كلذِها بيديه ؛ أحدثَ في الكنانة شانا جابوا العُبابَ على عودٍ وسارية ٍ وأغلوا في الفَلا كاأُسْدِ وحْدانا أَزمانَ لا البرُّ بالوابور منتهَباً ولا «البخارُ» لبنت الماءِ رُبَّانا وكان نزيلُهُ بالمَلْكِ يُدعَى فينتظم الصنائعَ والفنونا هل شيَّع النشءُ رَكْبَ العلم، واكتنفوا لعبقرية ٍ أَحمالاً وأَظعانا؟ أوَما ترون الأرضَ خُرّب نصفُها وديارُ مصرٍ لا تزال جنانا؟ عِزَّ الحضارة أعلاماً وركبانا؟ يسيرُ تحت لواءِ العلم مؤتلفاً ولن ترى كنودِ العلم إخوانها
كجنود عَمْروٍ ، أينما ركزوا القنا العلمُ يجمعُ في جنسٍ ، وفي وطنٍ شتى القبائل أجناساً ، وأوطانا ولم يزِدْكَ كرسمِ الأَرض معرفة ً وتارة ً بفضاءِ البَرِّ مُزدانا علمٌ أَبان عن الغبراءِ، فانكشفتْ زرعا، وضرعا، وإقليما، وسُكانا أُممَ الحضارة ِ، أنتمُ آباؤنا منكم أخذنا العلمَ والعرفانا وقسم الأرض آكاماً، وأودية ً نحاذرُ أَن يؤول لآخرينا بنيانُ إسماعيل بعد محمدٍ وتركُك في مسامعها طنينا وبيَّن الناسَ عادات وأمزجة ً سَيَفْنَى ، أَو سَيُفْنِي المالكينا وما تلك القبابُ؟ وأَين كانت؟ وما لكَ حيلة ٌ في المرجفينا: ومن المروءة ِ - وهي حائطُ ديننا - أن نذكرَ الإصلاحَ والإحسانا وفدَ الممالك ، هز النيل مَنكبَه لما نزلتم على واديه ضيفانا غدا على الثغرِ غادٍ من مواكبكم مُمرَّدة البناءِ، تُخالُ برجاً لم يعرفوا الأحقاد والأضغانا جرت سفينتُكم فيه ، فقلَّبها على الكرامة قيدوماً وسكانا يلقاكمُ بسماءِ البحر معتدلٌ نزلتُم بعَروسِ المُلكِ عُمرانا ودالتْ دولة المتجبِّرينا كأنه فلق من خِدره بانا أناف خلف سماءِ الليل متقداً يخال في شُرفات الجوِّ كيوانا تطوي الجواري إليه اليمّ مقبلة ً تجري بوارجَ أَو تنساب خُلجانا نورُ الحضارة لا تبغي الركابُ له لا بالنهار ولا بالليل برهانا يا موكبَ العلم، قِفْ في أَرض منْفَ به فكانوا الشُّهبَ حين الأَرض ليلٌ بكى تمائمَهُ طفلاً بها، ويبكي ملاعباً من دبى الوادي وأحضانا أرض ترعرع لم يصحب بساحتها إِلاَّ نبيين قد طابوا، وكهّانا عيسى ابنُ مريم فيها جرّ بُردتَه وجرّ فيها العصا موسى بن عِمرانا لو لا الحياء لناجتْكم بحاجتها لعل منكم على الأيام أعوانا وهل تبقى النفوسُ إِذا أَقامت ليَّنتُمُ كلَّ قلبٍ لم يكن لانا فضاقت عن سفينهم البحار فلرُبَّ إِخوانٍ غَزَوْا إِخوانا
أمورٌ تضحكُ الصبيانُ منها وانشر عليها رحمة ً وحنانا وصيَّرنا الدخان لهم سماء وأَراد أَمراً بالبلاد فكانا هِزبر من ليوث الترك ضاري علومَ الحربِ عنكم والفنونا
الدستور العثماني رحَّالة َ البَدْو هاموا في فيافيها ءِ ، وأنت برهانُ العِنايه يا فرنسا، تلت أسبابَ السماءْ وتملَّكتِ مقاليدَ الجِواءُ أَو فمُ الحبيبِ، جلا فهي فِضة ذَهَبُ إِذا الآجالُ رجَّت منه لينا علبَ النسرُ على دولته وتنحى لك عن عرش الهواءُ ليت هاجري وهْيَ تارة ً خَبَبُ العفافُ زينتُها يُشتهَى ، ويُطَّلب وكل خيرٍ يلقَّى في أَوامرها مة ِ ، والصليبَ من الرعايه وكيف تنامُ يا عبدَ الحميد وأتتكِ الريحُ تمشي أمة لكِ - يا بلقيسُ - من أوفى الإماء
حنُّوا إليها كما حَنّتْ لهم زمناً رُوِّضتْ بعدَ جِماحٍ، وجرتْ طوعَ سُلطانيْنِ: علمٍ، وذَكاءْ علَّ بيننا واشياً كذب لكِ خَيْلٌ بجناحٍ أَشبهت خَيْلَ جبريلَ لنصرِ الأَنبياء أو مفنّداً والرّعيَّة ُ النُّخَبُ
المحسنون همُ اللبا مَن لِمدْنَفٍ دمعه سحب؟ فإِن ذلك أَجرى من معاليها ـغالي وحرمتِه كنايه بالأَمس لادي لوثرٍ بُرُدٍ في البرِّ والبَحْرِ بِطاءْ يُبتغى ويُجتذَب فهْيَ تارة ً مَهَلٌ لم تأْلُ جِيرتَها عنايه فوقَ عُنْق الرِّيحِ، أَو متْنِ العَمَاء
وما هاب الرُّماة َ مسدِّدينا الأَحمران عن الدم الـ ولا وراء مداها فيه علياءُ رحلة ُ المشرِقِ والمغرِبِ ما لبثتْ غيرَ صَبَاح وَمَسَاء همُ الأَبطالُ في ماضٍ وآتي عندهَ وَصَب ذقتُ صدّه غيرَ محتسِب أَسْدَتْ إِلى أَهل الجنو لِفريقٍ من بَنيكِ البُسلاء وليس مُستعظَماً فضلٌ ، ولا كرمٌ وحسبُ نفسك إِخلاصٌ يُزكِّيها تارة ً ويُقْتَضَب سيِّدي لها فلَكٌ يعادِلُ جَمعُهم منا جنينا ضاقت الأرض بهم ، فاتخذوا في السَّماوات قبورَ الشهداء بُ، وسائرُ الناسِ النفايه سمراءَ النجمِ في أوج العلاءُ خلافة الله في أحضانِ دولتهم شابَ الزمانُ ، وما شابت نواصيها أخجل القُضُب بيْن عَينه جَنَّة ٌ، هي الأَرَب دروعُها تحتمي في النائباتِ بهم من رمح طاعنِها ، أَو سهمِ راميها حُوَّماً فوقَ جبالٍ لم تكن بَ الجهالة والعَمايه أُبْسُطْ جَنَاحَيْكَ اللذيْـ ولهم ألفُ بساط في الفضاء
الرأَيُ رأَيُ أميرِ المؤمنين إذا والحربُ للشيطان رايه رفعة ِ الذكر ، وعلياء الثناء ساقي الطِّلا شربها وجب يا نسوراً هبطوا الوادي على سالِف الحُبِّ، ومَأْثورِ الوَلاء لم تكشف النفس لولاه ، ولا بلين لها سرائر لا تحصى واهواءُ هاتها مشت فوقها الحقب دارُكم مصرُ، وفيها قومُكم مرحباً بالأقربين الكرماء تنفثُ الحبب طرتم فيها ، فطارت فرحاص بأعزِّ الضيفِّ خيرِ النزلاء والمعِيَّة ُ النجُبُ ولا استخفَّكَ للذَّاتِ داعيها هُذِّبَتْ ففي والنُّهودُ هامِدة ٌ هَل شجاكم في ثَرى أَهرامِها ما أرقتمْ من دموع ودماء ؟ أين نسرٌ قد تلقَّى قبلكم عِظة الأَجيالِ من أَعلى بِناء؟ إسقها فتى ً خيرَ مَن شرِب لو شهِدتم عصره! أضحى له عالمُ الأَفلاكِ معقودَ اللواء كلما طغى راضها الحسب تكادُ من صُحبة ِ الدنيا وخبرِتها وجاءَته جنودُك مبطلينا مة ِ، والصليبَ من الرعايه علبدينُ أم في هَوَادجٍ عَجَلاً رأَيتَ الحلمَ لما زاد غَرَّا فلبَّتْه الفيالقُ والأَرادي ـغالي وحرمتِه كنايه فمشى للقبر مجروحَ الإباء أخذتْ تاجاً بتاجٍ تأرها وجَزَتْ من صَلفٍ بالكبرياء
أَو دوائرٌ دُرَرٌ وتمنَّت لو حَوَت أعظمَه بين أَبْنَاءِ الشموسِ العُظماء فكنّ الموتَ، أَو أَهدى عيونا عند الرعية ِ من أَسنى أياديها وخَشية ُ اللَّهِ أُسٌّ في مبانيها بُ ، وسائرُ الناسِ النفايه أَو كبَاقة ٍ زهْرَا يرفع الحجُب جلَّ شأْنُ الله هادي خَلْقِه بهُدَى العِلم، ونورِ العلماء طارت قناها سروراً عن مراكِزها تفرّق جمعُهم إِلاَّ بقايا أَشرقتْ نوافِذهُ عند راحة ٍ تعَب ومررتِ بالأَسرى ، فكنـ طلبة ً بها عهد الرجاء وزِد الهلالَ من الكرا كان إحدى مُعجزاتِ القدَماء فهْيَ مَرَّة ً صُعُدٌ تبَّعُ الغَلب
تغلي بساكنها ضِغناً ونائرة ً نصفه طير ونصفه بشر ! يا لها إحدى أعاجيب القضاء ! ـمة َ، واستبقن البرَّ غايه وسمها في عروقِ الظلم مشَّاءَ السُّراة ُ من واللُّجَينُ، والذهب يسْعِفن رِيّاً، أَو قِرى ً أَنْفُسَ الشجعانِ قبلَ الجبناء وتلقَفُ نارَهم والمطلقينا عُجْمُهُنّ، والعرَبُ مُسرَجٌ في كلّ حين، مُلجَمٌ كاما العدة ، مرموق الرُّواء الظلامُ رَايتُها وهْيَ بيننا سَلَبٌ فسامَرَ الشرَّ في الأجبالِ رائحُها وصبَّح السهلَ بالعدوانِ غاديها كبِسَاطِ الريحِ في القدرة ، أَو هُدْهُدِ السيرة ِ في صِدق البلاء أو كحوتٍ يرتمي الموج به سابح بين ظهور وخفاء والنفسُ مؤذية ٌ من راحَ يؤذيها راكب ما شاء من أطرافه لا يُرَى من مركب ذي عُدَوَاء بين كوكبٍ ينجلي وينسكِب وكم فتحوا الثغورَ بلا تواني كالبوم يبكي رُبُوعاً عزّ باكيها يا أيها اللادي التي كالعُذْرِ في جنب الجنايه عند شادنٍ سائغٌ ولا سَغَب
وذَلُّوا في قتال المؤمنينا وترى السُّحبَ به راعدة ً من حديدٍ جُمعت ، لا من رواء من كل مستسبل يرمي بمهجِته في الهول إِن هي جاشت لا يراعيها والهناءُ ما يَهب أينما ذهب حمل الفولاذَ ريشاً، وجرى في عنانين له : نارٍ ، وماء وجَنَاحٍ غيرِ ذي قادِمة ٍ كجناح النحل مصقولٍ سواء
يلفتُ الملا يقفان في جنب الدِّما مسَّهُ صاعقة ٌ من كهرُباء يتراءَى كوكباً ذا ذَنَب فإذا جَدَّ فَسَهما ذا مضاء ما كان مُختلفُ الأَديانِ داعية ً فأَهلاً بالأَوزِّ العائمينا فإذا جاز اثريا للثري جرّ كالطاووس ذيل الخيلاء الكتب، والرسل، والأَديان قاطبة ً وكم باتوا على هَرْج ومَرْجِ يملأُ الآفاقَ صوتاً وصدًى كعزيف الجنّ في الأَرض العَرَاء أرسلتْه الأرضُ عنها خبراً طَنَّ في آذانِ سكَّانِ السماء مائجٌ بها لَبَبُ يا شباب الغدِ ، وابناي الفِدى لكُمُ، أَكْرِمْ وأَعزِز بالفِداء آنساً الى بابُه لِداخِلِهِ وأين ماضية ٌ في الظلم ، قاضية ٌ ؟ واين نافذة ٌ في البغي ، نجلاءُ ؟ هل يمد اللهُ لي العيشَ ، عسى أن أراكم في الفريق السُّعداء ؟
وما أُسطولُهم في البحر إِلا وأرى تاجكُمُ فوق السُّها وأرى عرشكُمُ فوق ذكاء ؟ مٌ وإن همُ طَربوا والحنانُ، والحَدَب من رآكم قال : مصرُ استرجعتْ عزَّها في عهد خوفو و مناء لئن غدوتُ إلى الإحسانِ أَصرفها فإن ذلك أجرى من معاليها يَجمعُ المَلا يُحضِر الغَيَب أُمَّة ٌ للخلد ما تبني، إذا ما بنى الناسُ جميعاً للعَفاء والمُدامُ أَكؤُسُها قبله طرِب يا شعبَ عثمانَ من تركِ ومن عربٍ حيّاكَ مَنْ يبعث الموتى ويُحييها تَعْصِمُ الأَجسامَ من عادي البلا وتقي الآثار من عادي الفناء إن أَسأْنا لكُمُ، أَو لم نُسِىء ْ نحن هلكي ، فلكم طولُ البقاء لقينا الفتحَ والنصرَ المبينا تقدم نحو نارٍ أَي نارِ إنما مصرُ إليكمْ وبكمْ وحُقوقُ البرِّ أَوْلى بالقضاء أنت حاتمٌ ليلة ٌ لسيِّدِنا عصركم حرٌّ ، ومستقبلكم في يمين الله خير الأمناء لم تقم على المَلاَ لها قُطُب لا تقولوا : حطَّنا الدّهرُ ، فما هو إلاَّ من خيالِ الشعراء لا تناله الرِّيَب يا وما نضب هل علمتمْ أُمة ً في جَهلها ظهرتْ في المجد حسناءَ الرِّداء ؟ باطِنُ الأُمة ِ من ظاهِرِها إنما السائلُ مِن لونِ الإناء لم يقل جدب فخذوا العلم على أعلامه واطلبوا الحكمة َ عند الحكماء واقرأوا تاريخكم ، واحتفظوا بفصيح جاءكم من فصحاء سٍ انظر النّشب أنزلَ اللهُ على ألسنهم وحيه في أعصر الوحيِ الوضاء ما الخصيبُ؟ ما الـ ،سحرُ ذو العُبُب واحكموا الدنيا بسلطانٍ ، فما خلقتْ نضرتها للضعفاء
ذا هو الجنا واطلبوا المجد على الأَرض، فإن هي ضاقت فاطلبوه في السماء خيرُ من دعا خيرُ من أَدب ربَّ مصر، عش وابلغ الأرب
يكفلُ الأَميرُ لنا وهْوَ مُشْفِقٌ حَدِب ـاعر الأرب خيرِ منْ خَطب فارسيَّة ً واكتفى بها الغَيَب يستفزُّها نَغَمٌ عاطِلٌ ومختضِب
لا السُّهد يدنيني إليه ، ولا الكرى طَيْفٌ يزورُ بفضله مهما سرى تَخِذَ الدُّجى ، وسماؤه ، ونجومه سُبُلاً إلى جنيفك ، لم يرضَ الثرى وأتاك موفور النعيم ، تخاله ملكاً تنمُّ به السماءُ، مُطهَّرا عِلم الظلامُ هبوطه، فمشت له أهدابه يأخذنه متحدِّراً وَحَمى النَسائِمَ أَن تَروحَ وَأَن تَجي حَذَراً وَخَوفاً أَن يُراعَ وَيُذعَرا ورقدْتَ تُزْلِف للخيال مكانَه بين الجفون، وبين هُدبِك، والكرى فهَنِئْتَهُ مثلَ السعادة ِ شائقاً متصوراً ما شئتَ أَن يَتصورا تطوى له الرقباء منصور الهوى وتدوس ألسنة الوشاة ِ مظفَّرا
* * * لولا امتنانُ العين يا طيفَ الرضا ما سامحت أيامها فيما جرى باتَت مُشَوَّقَةً وَباتَ سَوادُها زونا بِتِمثالِ الجَمالِ مُنَوِّرا تُعطى المُنى وَتُنيلُهُنَّ خَليقَةً بِكَ أَن تُقَدِّمَ في المِنى وَتُؤَخِّرا وَتُعانِقُ القَمَرَ السَنِيَّ عَزيزَةً حَتّى إِذا وَدَّعتَ عانَقتَ الثَرى في ليلة ٍ قدِم الوجودَ هلالُها فدنت كواكبُها تُعلِّمه السُّرى وتريه آثار البدورِ ليقتفي ويرى له الميلادُ أن يتصدّرا ناجيتُ مَن أَهوى ؛ وناجاني بها بين الرياض ، وبين ماءِ سويسرا حيث الجبالُ صغارُها وكبارُها من كل أَبيضَ في الفضاءِ وأَخضرا تَخِذَ الغمامُ بها بيوتاً، فانجلت مشبوبة َ الأجرام ، شائبة َ الذُّرَى
* * * والصخرُ عالٍ، قام يشبه قاعداً وأَناف مكشوفَ الجوانبِ مُنذِرا بين الكواكب والسحابِ، ترى له أُذُناً من الحجر الأَصمِّ ومِشفَرا قد جاءَها الفاتحُ في عُصْبة ٍ من الأُسُود الرُّكَّع، السُجَّد والسفحُ من أَيِّ الجهاتِ أَتيتَه أَلفيته دَرَجاً يَموج مُدوّرا نثرَ الفضاءُ عليه عِقدَ نجومِه فبدا زَبَرْجَدُه بهنّ مجوهرا وتنظَّمتْ بِيضُ البيوتِ، كأَنها أَوكارُ طيرٍ، أَو خَمِيسٌ عسكرا وما توانى الرومُ يَفْدُونَها والسيف في المفْدِيِّ والمفتدِي فخلتُها من قيصرٍ سعدُه وأُيِّدتْ بالقيصرِ الأسعد والنجمُ يبعث للمياه ضيائه والكهرباءُ تضيءُ أثناءَ الثرى هام الفراشُ بها ، وحام كتائباً يحكي حوالَيْها الغمامَ مسيَّرا خُلِقَت لِرَحمَتِهِ فَباتَت نارُهُ بَرداً وَنارُ العاشِقينَ تَسَعُّرا
* * * والماءُ من فوق الديار، وتحتَها وخِلالها يجري، ومن حول القرى فيا لثأْرٍ بيننا بعده أقام ، لم يقرب، ولم يبعد مُتصوِّباً، مُتصعِّداً، مُتمهِّلاً مُتسرِّعاً، مُتسلسِلاً، مُتعثِّرا والأَرضُ جِسْرٌ حيث دُرْت ومَعْبَرٌ يصلان جسراً في المياه ومعبرا والفُلكُ في ظلّ البيوت موَاخِراً تطري الجداولَ نحوها والأَنهُرا حتى إذا هَدأَ المَلا في ليله جاذبتُ لَيلِي ثوبَه متحيِّرا وخرجت من بين الجسور، لعلَّني أَستقبِل العَرْفَ الحبيبَ إذا سرَى آوي إِلى الشَجَراتِ وَهيَ تَهُزُّني وَقَدِ اِطمَأَنَّ الطَيرُ فيها بِالكَرى ويهزّ مني الماءُ في لمعانه فأَميلُ أنظر فيه، أطمعُ أَن أرى
* * * وهنالك ازدَهَت السماءُ، وكان أن آنستُ نوراً ما أتمَّ وأبهرا!! فسريتُ في لألائِهِ ، وإذا به بدرٌ تسايره الكواكبُ خُطَّرا فكلُّ شرٍّ بينهم أَو أَذى أَنت بَراءٌ منه طُهْرُ اليد حُلُم أعارتني العناية ُ سمعها فيه، فما استتممْتُ حتى فُسِّرا فرأيتُ صفوي جَهرة ، وأخذتُ أنـ ـسى يقظة ، ومُنايَ لَبَّتْ حُضَّرا وأَشرت:هل لُقيا؟ فأُوحِيَ:أَنْ غداً بالطّود أبيض من جبال سويسرا إن أَشرَقَت زهراءَ تسمو للضحى وإذا هوت حمراءَ في تلك الذُّرى فشروقُها منه أَتمّ معانياً وغروبُها أَجلى وأَكملُ منظرا تبدو هنالك للوجود وَلِيدة ً تهْنا بها الدنيا، ويغتبط الثرى وتضيءُ أَثناءَ الفضاءِ بغُرَّة ٍ لاحَت برأْسِ الطَّودِ تاجا أزهرا فسمعت فكانت نصف طار ، ما بدا حتى أناف ، فلاح طاراً أكبرا يعلو العوالم، مستقلاًّ ، نامياً مُستعصياً بمكانه أَن يُنْقَرا
* * * فشروقُها الأَملُ الحبيبُ لمن رأَى وغروبُها الأَجلُ البغيضُ لمن درى خطبانِ قاما بالفناءِ على الصَّفا ما كان بينهما الصفاءُ ليعمُرا تتغير الأشياءُ مهما عادوا والله عزّ وجلّ لن يتغيرا أنهارنا تحت السليف وفوقه ولدى جوانبه ، وما بين الذُّرى هي من أشِّ سبيلٍ جئتها غاية ٌ في المجدِ لا تدنو طِلابا رَجْلاً، ورُكْباناً، وزَحْلَقَة ً على عِجلٍ هنالك كهربائيِّ السرَى في مركبٍ مُستأْنسٍ، سالت به قُضُبُ الحديدِ، تعرُّجاً وتحدُّرا ينسابُ ما بين الصخور تمهُّلاً ويخفُّ بين الهُوَّتين تَخطُّرا وإذا اعتلى بالكهرباء لذروة ٍ عصماءَ؛ همّ معانقاً متسوِّرا
* * * لما نزلنا عنه في أُمِّ الذُّرى قمنا على فرع السليف لننظرا أرضٌ تموجُ بها المناظرُ جَمَّة ٌ وعوالمٌ نِعْمَ الكتابُ لمن قرا وقرى ً ضربن على المدائن هالة ً ومدائنٌ حَلَّيْنَ أَجيادَ القُرَى ومزارعٌ للنارظين روائعٌ لَبِسَ الفضاءُ بها طرازاً أَخضرا والماءُ غُدْرٌ ما أَرقَّ وأغْزَرا وجداولٌ هنّ اللُّجَيْنُ وقد جرى فحشون أَفواهَ السهولِ سبائكاً وملأْنَ أقبالَ الرواسخِ جوهرا قد صغَّر البعدُ الوجودَ لنا، فيا لله ما أحلى الوجودَ مصغَّرا
تلك الطبيعة ُ، قِف بنا يا ساري حتى أُريكَ بديعَ صُنْعِ الباري الأَرضُ حولك والسماءُ اهتزَّتا لروائع الآياتِ والآثار من كلّ ناطقة ِ الجلال، كأَنها أُمُّ الكتاب على لسان القاري
دَلَّت على مَلِكِ الملوكِ ، فلم تَدَعْ لأَدلَّة الفقهاءِ والأَحبار مَنْ شَكَّ فيه فنظرة ٌ في صُنْعِه تمحو أثيمَ الشكِّ والإنكار كشف الغطاء عن الطرول وأَشرقت منه الطبيعة ُ غيرَ ذاتِ سِتار شَبَّهْتُها بلقيسَ فوق سريرها في نَضْرَة ٍ، ومواكبٍ ، وجواري أو بابن داوُدٍ وواسعِ مُلكه ومعالمٍ للعزّ فيه كبار هُوجُ الرِّياح خواشعٌ في بابه والطيرُ فيه نواكسُ المِنقار قامت على ضاحي الجنان كأَنها رضوانُ يُزجي الخلْد للأَبرار كم في الخمائل وهي بعض إمائها من ذاتِ خلخالٍ ، وذاتِ سوار وحَسِيرَة ٍ عنها الثيابُ، وبَضَّة ٍ في الناعماتِ تجر فضلَ إزار وضحوك سنٍّ تملأُ الدنيا سنى ً وغريقة ٍ في دمعها المِدْرار ووحيدة ٍ بالنجدِ تشكو وحشة ً وكثيرة ِ الأَتراب بالأَغوار ولقد تمرُّ على الغدير تخاله والنَّبْت مرآة ً زهتْ بإطار حلو التسلْسُل موجُهُ وجريره كأَنامل مرَّت على أَوتار مدّت سواعد مائه وتأَلقت فيها الجواهر من حَصى ً وجمار ينساب في مُخضلَّة ٍ مُبتلَّة ٍ منسوجهٍ من سُندُسٍ ونُضار زهراءَ عَوْنِ العاشقينعلى الهوى مختارة ِ الشعراءِ في آذار قام الجَليدُ بها وسالَ ، كأنه دَمعُ الصبابة ِ بلَّ غضنَ عذار وترى السماء ضحى ً وفي جنح الدجى مُنشقَّة ً من أَنهرِ وبحار في كلِّ ناحية ٍ سلكتَ ومذهبٍ جبلانِ من صخر وماءٍ جاري من كلِّ مُنهمرِ الجوانبِ والذُّرى غَمْرِ الحضيضِ، مُجلَّل بوقار عقد الضريبُ له عمامة َ فارعٍ جَمِّ المهابة ِ من شيوخ نِزَار ومكذِّبٍ بالجنّ ريع لصوتها في الماءِ منحدراً وفي التيار مَلأَ الفضاءَ على المسامع ضجَّة ً فكنما ملأ الجهاتِ ضَواري وكأَنما طوفانُ نوحٍ ما نرى والفلكُ قد مُسِخَتْ حثيثَ قِطار يجري على مثل الصِّراط ، وتارة ما بين هاوية ٍ وجُرْفٍ هاري جاب الممالكَ حَزْنَها وسهولَها وطوى شَعابَ الصرب والبلغار حتى رمى برحالنا ورجائنا في ساحِ مَأْمولٍ عزيز الجار مَلِكٌ بمفرقه إذا استقبله تاجان : تاجٌ هدى ً ، وتاج فخار سكن الثريّا مستقر جلالِه ومشت مكارمُه إلى الأَمصار فالشرقُ يُسْقى ديمة ً بيمينه والغرب تمطره غيوثُ يَسار ومدائنُ البرَّيْنِ في إعظامه وعوالمُ البحْرَينِ في الإكبار الله أَيّده بآساد الشّرى في صورة المُتَدجِّج الجرّار الصاعدين إلى العدوِّ على الظُّبى النازلين على القنا الخطَّار المشترين الله بالأبناء ، والـ ـأ زواج ، والأمول ، والأعمار القائمين على لواء نبيِّه المنزَلين منازلَ الأَنصار يا عرش قسطنطين َ ، نلت مكانة ً لم تُعطَها في سالف الأَعصار شرِّفتَ بالصِّدّيقِ، والفاروقِ، بل بالأقربِ الأدنى من المُختار حامي الخلافة ِ مجدِها وكِيَانِها بالرأي آونة ً وبالبتَّار تاهَتْ فروقُ على العواصم،وازدَهت بجلوسِ أَصْيَد باذِخِ المقدار جَمِّ الجلالِ، كأَنما كرسيُّه جُزءٌ من الكرسي ذي الأَنوار أخذت على البوسفور زُخرفَها دُجى ً وتلألأت كمنازلِ الأقمار فالبدرُ ينظر من نوافذِ منزل والشمس ثمَّ مُطِلُّة ٌ من دار وكواكبُ الجوزاءِ تخطرُ في الرُّبى والنَّسْر مطلعُه من الأَشجار واسم الخليفة في الجهاتِ منوّر تَبدو السبيلُ به ويُهْدَى السَّاري كتبوه في شُرف القصور ، وطالما كتبوه في الأسماع والأبصار يا واحدَ الإسلام غيرَ مُدافَعٍ أَنا في زمانك واحدُ الأَشعار لي في ثنائك ـ وهو باقٍ خالدٌ ـ شعرٌ على الشعرَى المنيعة ِ رازي أَخلصتُ حبي في الإمام ديانة ً وجعلته حتى المماتِ شِعاري لم أَلتمس عَرَضَ الحياة ِ، وإنما أَقرضْتُهُ في الله والمُخْتار إن الصنيعة لا تكون كريمة ً حتى تُقَلِّدَها كريمَ نِجار والحبُّ ليس بصادق ما لم تمن حسنَ التكرُّم فيه والإيثار والشعر إنجيلٌ إذا استعملتَه في نشرِ مكرُمَة ٍ وستر عَوار وثنيتَ عن كدر الحياضَ عِنانَه إنّ الأَديبَ مُسامحٌ ومُدارِي عند العواهلِ من سياسة دهرهم سِرٌّ، وعندك سائرُ الأَسرار هذا مُقام أنت فيه محمدٌ أَعداءُ ذاتك فِرقة ٌ في النار إن الهلالَ ـ وأنتَ وحدّك كهفهُ ـ بين المعاقِل منك والأَسوار لم يبقَ غيرك مَنْ يقول: أَصونُه صُنه بحول الواحدِ القهَّار
قالوا فروقُ الملكِ دارُ مخاوفٍ لا ينقضي لنزيلها وسواسُ وكلابُها في مأمنٍ ، فأعجب لها أَمِنَ الكلابُ بها، وخاف الناسُ يهم بها، ولا عينٌ تُحِس كالثريا تريد أن تَنقضَّاً مشرفات على الكواكب نهضا كرهت فراقك وهيَ ذات تفجُّع أَيها المنتحي بأَسوان داراً ومنازلاً بفراقها لم تقنع غَشِيتُك والأَصيلُ يَفيض تبراً
زهورٌ لا تُشمُّ، ولا تُمَسُّ
أَين ملكٌ حيالَها وفريد
شيَّدتْ بعضها الفراعينُ زلقى اخلع النعلَ، واخفِض الطرفَ، واخشع بل ما يضركِ لو سمحت بحلوة ؟ مُشرفاتٍ على الزوالِ، وكانت وهو الصناع ، يصوغ كل دقيقة نعُ منه اليَدَيْنِ بالأَمس نفضا صنعة ٌ تدهش العقولَ ، وفنٌّ وخيرُ الوقتِ ما لكَ فيه أُنس كأَن الخُود مريمُ في سُفور كان حتى على الفراعين غمضا
علموا ، فضاق بهم وشقَّ طريفهم يا: سماءَ الجلاِل ، لا صرتِ أرضاً
وأَمواهٌ على الأَردُنِّ قُدْس هذا مقامٌ ، كلُّ عِزٍّ دونَه شمسُ النهارِ بمثله لم تطمع
كأَن مآزِر العِينِ انتساباً أين أيزيس تحتها النيل يجري حكمت فيه شاطئين وعرضا ؟ وأرى النبوة َ في ذراكِ تكرمتْ في يوسفٍ ، وتكلَّمت في المرضع وكان النيلُ يعرِس كلَّ عامٍ في قيود الهوانِ ، عنانينَ جرضى
أين هوروسُ بين سيف ونطعٍ ؟ إذا لم يَسترِ الأَدَبُ الغواني نظر الرئيس إلى كمالكِ نظرة ً لم تخلُ من بصر اللبيب الأروع وشبابُ الفنونِ ما زال غضّا
لما نعيت إلى المنازل عودرتْ شيمة ُ النيل أَن يفي، وعجيب بان الأحبة ُ يومَ بينكِ كلُّهم ومقاصيرُ أُبْدِلَت بفُتاتِ الـ
ضُمّي قِناعَكِ يا سُعادُ أَو اِرفَعي هَذي المَحاسِنُ ما خُلِقنَ لِبُرقُعِ الضاحياتُ، الضاحكاتُ، ودونَها ستر الجلالِ ، بعدُ شأو الملطع يا دُمْيَة ً لا يُستزاد جمالُها زيديه حُسْنَ المُحْسِن المتبرِّع ماذا على سلطانِه من وقفة للضَّارعين، وعَطْفة ٍ للخُشَّع؟ بل ما يضركِ لو سمحت بحلوة ؟ إنّ العروسَ كثيرة ُ المتطلَّع ليس الحجابُ لِمن يَعِز مَنالُه إن الحجاب لهين لم يمنع أَنتِ التي اتَّخذ الجمالَ لعزِّه من مظهر ، ولسره من موضع وهو الصناع ، يصوغ كل دقيقة وأَدقّ منكِ بَنانُه لم تَصْنَع لمستك راحته ، ومسك روحه فأَتى البديعُ على مِثال المُبْدِعِ
* * * الله في الأحبار : من متهالكٍ نضوٍ ، ومهتوكِ المسوحِ مصرع من كل غاوٍ في طوية ِ راشدٍ عاصي الظواهرِ في سريرة ِ طَيِّع يَتَوَهَّجون ويَطفأَون، كأَنهم سرجٌ بمعتركِ الرياحِ الأربع علموا ، فضاق بهم وشقَّ طريفهم والجاهلون على الطريق المَهْيَع ذهب ابن سينا ، لم يفز بكِ ساعة ً وتَوَلَّت الحكماءُ لم تَتَمَتّع هذا مقامٌ ، كلُّ عِزٍّ دونَه شمسُ النهارِ بمثله لم تطمع فمحمدٌ لك والمسيح ترجلا وترجلتْ شمسُ النهار ليوشع ما بالُ أَحمدَ عَيَّ عنكِ بيانُه؟ بل ما لعيسى لم يقلْ أو يدع وَلِسانُ موسى اِنحَلَّ إِلّا عُقدَةً مِن جانِبَيكَ عِلاجُها لَم يَنجَع
رزق الله أهلَ باريسَ خيراً وأَرى العقلَ خيرَ ما رُزِقوه عندهم للثنار والزّهر ممّا تُنجِب الأَرضُ مَعْرِضٌ نَسقوه جنَّة ٌ تَخلِب العقولَ، وروضٌ تجمع العينُ منه ما فرقوه من رآه يقول: قد حُرموا الفر دوسَ، لكنْ بسحرهم سرقوه ما ترى الكَرْم قد تشاكلَ، حتى لو رآه السُّقاة ُ ما حقَّقوه يُسْكِرُ الناظرين كَرْماً، ولمَّا تَعْتَصِرْهُ يَدٌ، ولا عتَّقوه صوروه كما تشاءُون ، حتى عَجبَ الناسُ : كيفَ لم يُنطِقُوه؟ يجدُ المتَّقي يد الله فيه ويقول الجَحودُ : قد خَلَقوه
لنا صاحبٌ قد مُسَّ إلا بقيَّة فليس بمجنون، وليس بعاقل له قَدَمٌ لا تستقرُّ بموضع كما يتنزَّى في الحصى غيرُ ناعل إذا ما بدا في مجلسٍ ظُنَّ حافلاً من الصَّخب العالي ، وليس بحافل ويُمطرنا من لفظِه كلَّ جامدٍ ويُمطرنا من رَيْلِه شرَّ سائل ويُلقي على السُّمار كفّاً دِعابُها كعَضَّة ِ بَرْدٍ في نواحي المفاصل
يا نائح ( الطلح ) أشباه عوادينا نشجى لواديك أم نأسى لوادينا ؟ ماذا تقص علينا غير أن يــدا قصت جناحك جالت فى حواشينا رمى بنا البين أيكا غير سامرنا أخـا الغريب : وظلا غير نادينا كل رمته النوى ريش الفراق لنا سهماً ، وسل عليك البين سكينا إذا دعا الشوق لم نبرح بمنصدع مـن الجناحين عي لا يلبينــا فإن يك الجنس يابن الطلح فرقنا إن المصائب يجمعن المصابينـا لــم تأل ماءك تحنانا ولا ظلماً ولا أدكارا ، ولا شجوا أفانينــا تجـر من فنن ساقا إلى فنــن وتسحـب الذى ترتاد المؤاسينـا أساة جسمك شتى حين تطلبـهم فمن لروحك بالنطس المداوينـا آهــا لنا نازحى إيك بأندلـس وإن حللنا رفيـفاً من روابينــا رسم وقفنا على رسم الوفاء لـه نجيش بالدمع ، والإجلال يثنينـا لفتيـه لا تنـال الأرض أدمعهم ولا مفارقــهم إلا مصلينـــا لـو لـم يسودا بدين فيه منبهة للناس كانت لهم أخلاقهم دينــا لم نسر من حرم إلا إلى حـرم كالخمر من (بابل) سارت (لدارينا) لما نبا الخلد نابت عنه نسختـه تماثل الورد (خيريا) و (نسرينـا) نسقى ثراهم ثناء ، كلما نثـرت دموعنـا نظمت منها مراثينــا كادت عيون قوافينا تحركـــه وكدن يوقظن فى الترب السلاطينا لكن مصر وإن أغضت على مقة عيـن من الخلد بالكافور تسقينـا علـى جوانبها رفت تمانمنــا وحول حافاتـها قامت رواقينــا ملاعـب مرحت فيها مآربنـا وأربع أنسـت فيها أمانينــــا ومطلع لسعود من أواخرنــا ومغـرب لجدود من أوالينـــا بنا فلم نخل من روح يراوحنـا من بر مصر وريحان يغادينــا كأم موسى على أسم الله تكفلنا وباسمه ذهبت فى اليم تلقينــا ومصر كالكرم ذى الإحسان فاكهة للحاضرين وأكواب لبادينــــا يا سارى البرق يرمى عن جوانحنا بعد الهدوء ويهمى عن مآقينــا لما ترقرق فى دمع عن جوانحنا هاج البكا فخضبنا الأرض باكينــا الليـــل يشهد لم تهتك دياجيه على نيـام ولـم تهتف بسالينـــا والنجـم لم يرنا إلا على قــدم قيــام ليل الهوى للعهد راعينــا كزفرة فى سماء الليل حائــرة ممــا نردد فيه حين يضوينــا بالله إن جبت ظلماء العباب على نجانب النور محدوا ( بجــرينا ) تــرد عنك يداه كل عاديــة إنسـاً يعثن فساداً أو شياطينــا حتى حوتك سماء النيل عاليـة على الغيوث وإن كانت ميامينـا وأحرزتك شفوف اللازورد على وشى الزبرجد من أفواف وادينـا وحازك الريف أرجاء مؤرجـه ربـت خمائل واهتزت بساتينـا فقف إلى النيل وأهتف فى خمائله وأنزل كما نزل الطل الرياحينا وأس مـابات يذوى من منازلنا بالحادثات ويضوى من مغانينـا ويا معطرة الوادى سرت سحـراً فطاب كل طروح من مرامينـا ذكيـة لذيل لو خلنا غلالتهــا قميص يوسف لم نحسب مغالينا اجشمت شوك السرى حتى أتيت لنا بالورد كتباً وبالربا عناوينـــا فلو جزيناك بالأرواح غاليـة عن طيب مسراك لم تنهض جوازينا هـل من ذويك مسكى نحملــه غرائـب الشوق وشيا من أمالينا إلـى الذى وجدنـا ود غيرهـم دنيـا وودهمو الصافى هو الدينا يا من نغار عليهم من ضمائرنا ومن مصون هواهم فى تناجينـا ناب الحنين إليكم فى خواطرنا عن الدلال عليكم فى أمانينــا جئنا الى الصبر ندعوه كعادتنا فى النائبات فلم يأخذ بأيدينــا وما غلبنا على دمع ولا جـلد حتى أتتنا نواكم من صياصينـا ونابغـى كان الحشر آخـره تميتنـا فيه ذكراكم وتحيينــا نطوى دجاه بجرح من فراقكمو يكاد فى غلس الأسحار يطوينا إذا رسى النجم لم ترفأ محاجرنا حتى يزول ، ولم تهدأ تراقينـا بتنا نقاسى الدواهى من كواكبه حتى قعدنا بها : حسرى تقاسينا يبــدو النهار فيخفيه تجلدنـا للشامتتين ويأسوه تأسينـــا سقيا لعهد كأكناف الربى رفـة أنا ذهبنا وأعطاف الصبا لينـا إذا الزمان بنا غيناء زاهيــة ترف أوقاتنا فيها رياحينـــا الوصل صافية ، والعيش ناغية والسعد حاشية ، والدهر ماشينا والشمس تختال فى العقيان تحسبها ( بلقيس ) ترفل فى وشى اليمانينا والنيل يقبل كالدنيا إذا احتفلـــت لو كان فيها وفاء للمصافينـــا والسعد لو دام ، والنعمى لو اطردت والسيل لو عف ، والمقدار لو دينا ألقى على الأرض حتى ردها ذهبـا ماء لمسنا به الإكسير أو طينــا أعداه من يمنه ( التابوت ) وارتسمت على جوانبه الأنوار من سينــا لـه مبالغ ما فى الخلق من كــرم عهد الكـرام وميثاق الوفيينــا لـم يجر للدهر اعذار ولا عـرس إلا بأيامنــا أو فى ليالينـــا ولا حوى السعد اطغى فى أعنته منا جيادا ولا أرخي ميادينـــا نحن اليواقيت خاض النار جوهرنا ولم يهن بيد التشتيت غالينـــا ولا يحــول لنا صبغ ولا خلـق اذا تلون كالحرباء شانينــــا لم تنزل الشمس ميزانا ولا صعدت فى ملكها الضخ عرشا مثل وادينا ألم تؤله على حافاتــــه ورأت عليـه أبناءها الغر الميامينــا ؟ إن غازلت شاطئيه فى الضحي لبسا خمائل السندس الموشية الغينــا وبات كل مجاج الواد من شجــر لوافظ القز بالخيطان ترمينـــا وهذه الأرض من سهل ومن جبل قبل (القياصر) دناها (فراعينــا) ولم يضع حجرا بان على حجـر فى الأرض إلا علي آثار بانينــا كأن أهرام مصر حائط نهضـت به يد الدهر لا بنيان فانينــــا إيوانه الفخم من عليا مقاصــره يفني الملوك ولا يبقي الأوانينـا كأنها ورمالا حولها التطمـــت سفينة غرقت إلا أساطينــــا كأنها تحت لألأ الضحى ذهبـــا كنوز (فرعون) غطين الموازينـا أرض الأبوة والميلاد طيبهــا مر الصبا من ذيول من تصابينـا كانت محجلة ، فيها مواقفنـــا غرا مسلسلة المجرى قواقينـــا فآب من كره الأيام لاعبنـــا وثاب من سنة الأحلام لاهينـــا ولم ندع لليالي صافيا ، دعـت (بأن نعص فقال الدهر :آمينــا) لو استطعنا لخضنا الجو صاعقة والبر نار وغي ،والبحر غسلينـا سعيا إلى مصر نقضى حق ذاكرنا فيها إذا نسي الوافي وباكينـــا كنز(بحلوان) عند الله نطلبـــه خير الودائع من خير المؤدينــا لو غاب كل عزيز عنه غيبتنـا لم يأته الشوق إلا من نواحينــا إذا حملنا لمصر أوله شجنــا لم ندر أي هوى الأمين شاجينـا
إلى حسين حاكمِ القنالِ مثالِ الخلُق في الرِّجال أُهدِي سلاماً طيّباً كخُلْقِه مع احترامٍ هو بعضُ حَقِّه وأحفظ العهدَ له على النَّوَى والصدقَ في الودّ له وفي الهوى وبعدُ فالمعروفُ بين الصَّحبِ أنّ التهادي من دواعي الحبِّ وعندك الزّهرُ، وعندي الشِّعرُ كلاهما فيما يقال نَدْرُ وقد سَمعتُ عنك من ثِقاتِ أَنك أَنتَ مَلِكُ النباتِ زهرُك ليس للزهور رَوْنَقُه تكاد في فرطِ اعتناءٍ تَخلُقه ما نظرتْ مثلَكَ عينُ النرجسِ بعد ملوك الظرف في الأَندلسِ ولي من الحدائق الغنَّاءِ رَوْضٌ على المطْرِيَّة ِ الفيْحاءِ أتيتُ أستهدي لها وأسأَلُ وأرتضي النَّزْر أثَقِّلُ عشرَ شُجيراتٍ من الغولى تَندُر إلاَّ في رياض الوالي تزكو وتزهو في الشتا والصيف وتجمع الألوان مثلَ الطْيف تُرسلها مؤمّناً عليها إن هَلَكْت لي الحقُّ في مِثْليْها والحق في الخرطوم أَيضاً حقِّي والدرسُ للخادم كيف يسقي وبعد هذا لي عليك زروهء لكي تدور حول روضِي دوْرهْ فإن فعلت فالقوافي تفعلُ ما هو من فعل الزهور أَجملُ فما رأَيتُ في حياتي أَزْينا للمرء بين الناس من حُسْنِ الثَّنَا