إنّ حوادث الطرق بدأت منذ زمن بعيد، وهي موجودة قبل وجود السيّارة، وبدأت مع العربات التي كانت تجرّها الخيول، وأغلبها كان ناتجاً من تساقط العربات الذي كان يؤدّي إلى إصابات بليغة. ومع ظهور المركبات ذاتية الدفع التي كانت بداياتها عام 1763، وعُرف منها الجرّار العسكري العامل على البخار، وهو من اختراع الفرنسي جوزف كونيو، وكانت أقصى سرعة له 4 كلم في الساعة، بدأت حوادث المرور، حيث سجّل أوّل حادث في التاريخ عام 1771، عندما اصطدم كونيو بحائط جَرّاء عطل في مركبته أثناء قيامه برحلة. وتوالت بعد ذلك الحوادث المروريّة مع تكاثر عدد المركبات والدرّاجات البخاريّة على الطرق، بحيث اعتبر البعض أنّها تشكّل خطراً على المشاة، وكانت تسبّب هلعاً عند الخيول التي كانت تهرب وهي تجرّ خلفها عربات فيها أشخاص، ما أدّى في بعض الأحيان إلى انقلاب العربة وإصابة من فيها إصابات بليغة. ومع تكاثر المركبات البخارية، أصدر البرلمان البريطاني قانون العلم الأحمر وذلك عام 1865، وهو قانون ينظّم سَير المركبات ذاتية الدفع، فحدّدت أقصى سرعة لهذه المركبات بـ 3 كلم/ساعة في المدن و6 كلم/ساعة في الأرياف. كما فرض هذا القانون أن يتقدّم كلّ مركبة ذاتية الدفع شَخص يسير على قدميه يحمل علماً أحمر في النهار ومصباحاً في الليل، ومهمّته تنحصر في تنبيه المارّة وسائقي عربات الخيل بمرور مركبة ذاتية الدفع، وضمان أنّ هذه المركبة لن تتجاوز سرعة المشي. ولكن على رغم هذا الإجراء، ظلّت وتيرة حوادث السير في ارتفاع، فسجّلت أولى وفيات حوادث السير في التاريخ عام 1869، وكانت ضحيتها العالمة الإيرلندية ماري وارد التي وقعت من مركبة بخاريّة عند انعطافها ودَهَستها دواليبها.
|
الجنس
|| مسآهمآتي
التقيم
•سجلت فــي ||
موضوع: أوّل حادث سير في التاريخ 
16/10/2012, 21:24
