أيّها السّلم .. إنّ الموت مات ..




الحبّ أنت زمانُـهُ


والظّلّ أنت عنانُـهُ ،


والخير منك سموّه


والشّرّ منك هوانه ،


يا واضحا أوصافه


جُهِلت وضاع مكانه ..


يا مُفْلقا لم يسمعوهُ ،


وقد أراع بيانـُهُ .


الأرض حبّ غير أنّ


عبادها أحزانُـهُ ،


والسّلم خير عطائها ،


ووجودنا كتمانهُ ..


يا سلم أنت مخاطَبي


وأنا العييّ لسانُـهُ .


كالورد .. لكن ليس في


هذي الرّياض جنانه ،


لا تنتهي أطيابه


حصرا ولا ألوانه ..


فعبيره مثل الهوى


ومن الرّضى أغصانه .


يا جفن أحلام الزّمان


ترِفُّ .. بل إنسانُهُ ..


يا طلعة الحقّ الّذي


لم يختلف برهانه ،


يا صرح مجد في السّماءِ


موسّعا بنيانهُ ..


أين الّذي أنا واصفٌ


ممّن هوت أطنانُهُ


فوق الرّؤوس غزيرةً


فكأنّه شيطانهُ .


* * *


الموتُ


ليس الموتَ


إنّ الموتَ


مات حنانُه ..


والماء فيه دماؤنا


يعلو بها طوفانه ..


والبرّ مثل الميت


أنتَنَ صدغه


وبنانه ..


فهوت عليه نسوره


وترقّبت ذؤبانُهُ ..


بادر إلى خمر السّلام


وذق فداؤك حانهُ


واشرب على نخب الجمالِ ..


فكلّنا خلاّنُــهُ .