مصطلحات الصوفية
الكشف
وهـو الاطلاع علـى مـا وراء الحجـب مـن المعانـي الغيبية والأمور الحقيقيـة وجـوداً أو شهـوداً أو هو اطلاع أحد المتحابين المتصافين صاحبه علـى باطـن أمـره وسـره .
أو هو ما يلقى في النفس عند تجريدها من العوارض الشهوانية وإقبالها بالقلوب على المطلوب . ويعني هذا أن الكشف هو العلم اليقيني الذي ينكشف فيه للصوفي العلوم والمعارف انكشافاً تاماً لا يبقى معه ريب ولا شك، لذلك نجد أن بعض الصوفية جاءوا بمعان جديدة للقرآن والسنة والآثار وزعموا أنهم يأخذون ذلك عن الله مباشرة وليس عن الموتى بزعمهم، وقالوا إن علمـاء الشـرائع يأخـذون ميتاً عن ميت وهم يأخذون عن الحي الذي لا يموت.


الفيض الإلهي
وينقسم إلى قسمين:
أحدهما: الفيض الأقدس: وهو تجلي الواحد أو التجلي الذاتي الموجب لوجود الأشياء واستعداداتها في الحضرة العلمية " في العالم المعقول ".
ثانيهما: الفيض المقدس: وهو تجلي الواحد أو التجلي الموجب لظهور الأعيان في الخارج.
فالأول: وجودها في العلم والعقل. والثاني: وجودها في الخارج مع لوازمها وتوابعها .


وحدة الوجود
تنسب نظرية وحدة الوجود إلى ابن عربي الذي جعل الله والخلق شيئا واحداً وجعل الإنسان والإله في مرتبة واحدة. حيث تقوم هذه النظرية في مدلولها البسيط على أن كل الموجودات التي في الكون رغم كثرتها وتعددها شيءٌ واحد وهذا الشيء هو الله سبحانه فالله يظهر ويتجلى في صور متعددة بزعمهم .
والمراد بها أيضاً أن الله هو الحق، وليس هناك إلا موجود واحد هو الموجود المطلق وهو الله فليس غيره في الكون، وأما العالم فهو مظهر من مظاهر الذات الإلهية، والعالم ليس له وجود في ذاته لأنه صادر عن الله بالتجلي .


الاتحاد
يعنـي أن الإنسـان يتحـد بالله، وفـي حالـة الاتحاد قـد يفقـد الشـيء ذاتيته أو بعض أوصافها أو خصائصها وفيه تكون الذاتان أكثر تداخلاً وأكثر قرباً. وتنسب هذه النظرية للبسطامي.
وهـو شهـود الوجـود الواحـد المطلـق ، فالكـل يتحـد بالحـق مـن حيـث كـون كـل شيء موجـوداً بـه، معدومـاً بنفسـه ،لا من حيث أن له وجوداً خاصاً انحل بـه فإنه محال .


الحلول
الحلول يعني أن الله تعالى حل في جميع أجزاء الكون في البحار والجبال والصخور والأشجار والإنسان والحيوان. مع بقاء عنصر كل من الطرفين – اللذين حل أحدهما في الآخر – على حالته الأولى فمن زعم أن الإله حل في البقرة فإن البقرة ما زالت هي هي تحلب وتؤدي وظائفها كما هي .
الفرق بين الحلول والاتحاد ووحدة الوجود:
الحلول يعني وجود شيء داخل شيء آخر دون أن يفقد أحدهما طبيعته أو هويته أو ذاتيته أو ماهيته فتحل الذات الإلهية في الذات الإنسانية فيحل على حد تعبيرهم اللاهوت في الناسوت.
أما الاتحاد فيكون أكثر قرباً وامتزاجاً وتداخلاً، وقد يفقد الشيء الممتزج ذاته أو بعض صفاته وخصائصه.
أما وحدة الوجود فتعني أن الله هو الموجود وما سواه فناء وأن الأشياء في الأصل كلها شيء واحد ولكنه قد يظهر بمظاهر متعددة فيظهر الله تعالى في صور الكائنات المتعددة .


الوقت
يقول أبو علي الدقاق: " الوقت ما أنت فيه " فإن كنت في سرور فوقتك السرور ، وكذلك الحزن ، ويعنى هذا أن الوقت هو الحاضر ، وكما يقال الوقت بين زمانين أي الماضي والمستقبل.
لـذا يرون التفكير في الوقت الماضي هو ضياع وقت حاضر، والانشغال بالمستقبل " الغيب " كذلك.
ويرون الموت هو ضياع الوقت ، لأن العمر وقت وقيل في هذا المعنى:
ليس من مات فاستراح بميت


إنما الميت ميت الأحياء
وقال الجرجانى: الوقت عبارة عن حالك ، وهو ما يقتضيه استعدادك وهذا بنفس المعنى الذي ذهب إليه الدقاق.


المقام
والمراد بالمقام المنزلة التي يقيم عليها المتأدب ، وهو ما يشتغل به العبد من الآداب والمعاملات والمجاهدات في ظاهره وباطنه وشرطه ألا يرتقي إلى مقام آخر حتى يستوفى ما هو فيه ، فإنه من لا قناعة له لا يصح له التوكل ، ومن لا توكل له لا يصح له التسليم ، ومن لا توبة له لا تصح له الإنابة ، ومن لا ورع له لا يصح له الزهد .
ومن أمثلة المقام التوبة والصبر والشكر والزهد والخوف والرجاء والتوكل والرضا ، فقد كان مقام آدم عليه السلام التوبة ، ومقام نوح عليه السلام الزهد ، ومقام إبراهيم عليه السلام التسليم ، ومقام موسى عليه السلام الإنابة ، ومقام داوود عليه السلام الحزن ، ومقام عيسى عليه السلام الرجاء ، ومقام يحيى عليه السلام الخوف ، ومقام محمد صلى الله عليه وسلم الذكر .
ونحن لا نقرهم على هذا فإن الأنبياء عليهم السلام كانوا يقيمون على جميع الأحوال سالفة الذكر.


الحال
والحال معنى يرد على القلب من غير تصنع ولا اجتلاب ولا اكتساب ، مثل طرب أو حزن أو بسط أو قبض ، أو شوق أو انزعاج أو هيبة .
وقيل إن الحال تدوم ، وقيل إنها عرضة للزوال ، والصواب أن الحال قابلة للزوال ، قبل زوالها تسمى حالاً ، وعندما تزول تسمى وارداً ، والوارد هـو كل ما يرد على القلب من المعاني الغيبية ، من غير تعمد.
فالأحوال مواهب ، والمقامات مكاسب ، والأحوال تأتي من الجود ، والمقامات تحصل ببذل المجهود .
وعلى ذلك فالمقام ثابت ومستقر بخلاف الحال فإنه متغير ومتحول وزائل وقد يتصف المريد به في وقت دون آخر فإذا تكرر حدوثه للمريد فقد يستقر ويصبح مقاماً.
ومن أمثلة الحال: المحبة والشوق والأنس والقبض والبسط والبقاء والفناء والمكاشفة والمشاهدة والغيبة والحضور.
ملاحظة: نلاحظ أن الهجويري ذكر الخوف والحزن في المقامات وهي في الحقيقة أحوال لأنها غير متكلفة.


القبض والبسط
وهما حالتان تردان على العبد ، تقربان من الخوف والرجاء ، أو يسببهما الخوف والرجاء ، بمعنى أن العبد يرتقي من حال الخوف والرجاء إلى حال القبض والبسط.
يقول الجنيد: الخوف من الله يقبضني، و الرجاء منه يبسطني.
و الخوف و الرجاء يتعلقان بأمر مستقبل مكروه أو محبوب ، والقبض و البسط يتعلقان بأمر حاضر في الوقت ويغلب علي قلب العارف من وارد غيبي .


التواجد والوجد والوجود
التواجد استدعاء الوجد بنوع من الاختيار ، وليس لصاحبه كمال الوجد لأنه غير متكلف.
والمواجيد جمع وجد ، والوجد ما يصادف القلب ، ويرد عليه بلا تكلف ولا تصنع ، وقيل هي بروق تلمع ثم تخمد سريعاً والوجود فقدان العبد بمحاق (بزوال) أوصاف البشرية ووجود الحق لأنه لا بقاء للبشرية عند ظهور سلطان الحقيقة ، فالتواجد بداية ، الوجود نهاية ، والوجد واسطة بين البداية والنهاية.
يقول الحسين النورى: أنا منذ عشرين سنة بين الوجد والفقد ، إذا وجدت ربي فقدت قلبي ، وإذا وجدت قلبي فقدت ربى.
وفى هذا المعنى يقول الشاعر:
وجودي أن أغيب عن الوجود بما يبدو عليَّ من الشهود
والوجد والتواجد هو نتيجة سماع شيء مثير للوجدان كالقرآن والمدائح والغناء ، فعند السماع يحصل لهم هيجان وثوران ،وتمايل ورقص وحركات بهلوانية حتى يفعل الواحد منهم أفعالاً لا يستطيعها في غير هيجانه (حضوره).
يقال إن جهماً الدقي في حال هيجانه أخذ شجرة فاقتلعها من جذورها.


الفناء والبقاء
والفناء هو سقوط الصفات الذميمة ، والبقاء بروز الأوصاف المحمودة ، والفناء والبقاء متلازمان، فمن فني عن شهوته بقى بإخلاصه وعبوديته ، ومن فني عن الدنيا بزهده فيها بقى بصدق إنابته. وفناء الجهل ببقاء العلم ، وفناء المعصيـة ببقـاء الطاعـة وفناء الغفلة ببقاء الذكر .
والفناء مقرون بالبقاء ، و هو أن تثبت إلهية الحق تعالى في قلبك ، و تنفي إلهية ما سواه وبمحبته عن محبة ما سواه ، و بخشيته عن خشية ما سواه فالنفي هو الفناء والإثبات هو البقاء ومن بقي بطاعته عن طاعة ما سواه هو البقاء وحقيقته أن يفنى بعبادة الله عن عبادة ما سواه .


الغَيبة والحضور
والغيبة هي غيبة القلب عن علم ما يجرى من أحوال الخلق لانشغال الحس بما ورد عليـه مـن تذكر ثواب أو عقاب روي أن الربيع بن خثيم كان يذهب إلى ابن مسعود رضي الله عنـه فرأى الحديدة المحماة في كير أحد الحدادين فغشي عليه ،فلما أفاق من غيبته " حضر " سئل عن ذلك فقال: تذكرت كون أهل النار في النار.
وسبب ترك أبي حفص النيسابورى الحداد حرفته أنه سمع آية من القرآن ، فورد على قلبه وارد غفل فيه عن إحساسه فأدخل يده في النار و أخرج الحديدة المحماة دون أن يتألم، فلما رأى ما ظهر علية ترك حرفته.
فالغيبة تكون عن الخلق و الحضور بالحق ، لتغلب ذكر الله على قلبه والسكر هو الإحسـاس بالانبسـاط حـال غيبتـه و إن كان سكره مستوفيا لم يشعر بشيء حال سكره ، و الصحو هو الإفاقة من السكر الذي كان فيه.
و السكر لا يكون إلا لأصحاب المواجيد.


المحاضرة و المكاشفة و المشاهدة
المحاضـرة حضور القلب عن دوام الفكر وتواتر البرهان واستيلاء سلطان الذكر، والمكاشفة حضوره بنعت البيان بغير افتقار إلى التأمل ودوام الفكر والمشاهدة حضور الحق
من غير بقاء تهمة " شك " والمعنى أن تتوالى أنوار التجلي على قلبه من غير أن يتخللها ستر وانقطاع كما لو قدر تتابع البرق واتصاله في الليلة الظلماء فتصبح كضوء النهار فكذلك القلب إذا دام به التجلي فإنه يرى الحق من غير شك. لذا قال النوري: لا يصح للعبد المشاهدة ما دام حياً.
وقال الجنيد صاحب المحاضرة مربوط بآياته ، و صاحب المكاشفة مبسوط بصفاته ، وصاحب المشاهدة ملقى بذاته، صاحب المحاضرة يهديه عقله، و صاحب المكاشفة يدنيه علمه وصاحب المشاهدة تمحوه معرفته .
وسئـل الشبلـى عـن المشاهـدة فقـال: مـن أيـن لنا مشاهدة الحق وإن الحق لنا شاهد وقال الجرجانى: المحاضرة حضور القلب مـع الحـق في الاستفاضة من أسمائه تعالى .
ونستطيع أن نجمل ذلك فنقول المحاضرة حضور القلب نتيجة الفكر والتأمل، والمكاشفة أن تنكشف له الغيوب فتحصل له المعرفة والمعلومات دون تفكر ولا تأمل، المشاهدة أن يشاهد العبد الغيوب عياناً.


الشريعة والحقيقة
الشريعة أمر بالتزام العبودية ، والحقيقة مشاهدة الربوبية فكل شريعة غير مؤيدة بالحقيقة فغير مقبولة وكل حقيقة غير مقيدة بالشريعة فغير محصولة، فالشريعة جاءت بتكليف الخلق، والحقيقة إنباء عن تعريف الحق، فالشريعة أن تعبده والحقيقة أن تشهده، فالشريعة القيام بما أمر، والحقيقة شهود لما قضى وقدر، وأخفى وأظهر.
ويقول الهجويري: الشريعة بدون حقيقة رياء، والحقيقة بدون شريعة نفاق والشريعة مكاسب والحقيقة مواهب.
يقول أبو علي الدقاق:إِيَّاكَ نَعْبُدُ وإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ أنهم يأخذون ذلك عن الله مباشرة وليس عن الموتى بزعمهم، وقالوا إن علمـاء الشـرائع يأخـذون ميتاً عن ميت وهم يأخذ[الفاتحة:5]لد العاشر) - ص38

وحدة الوجود
تنسب نظرية وحدة الوجود إلى ابن عربي الذي جعل الله والخلق شيئا واحداً وجعل الإ� حفظ للشريعة إِيَّاكَ نَعْبُدُ وإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ� هو الحق، وليس هناك إلا موجود واحد هو الموجود المطلق وهو الله فليس غيره في الكون، وأما العالم فهو مظهر من مظاه�[الفاتحة :5]ع لوازمها وتوابعها .
مفهوم التصوف وأنواعه في الميزان الشرعي لمحمود يوسف الشوبكي (مجلة الجامعة الإسلامية- المج إقرار بالحقيقة ويذهب البعض إلى أن الشريعة علوم الظاهر المستمدة من الكتاب والسنة وعلم الحقيقة هو علم الباطن وهو العلم اللدني المستمد من الله تعالى كعلم الخضر عليه السلام إذ قال تعالى: وَعَلَّمْنَاهُ مِن لَّدُنَّا عِلْمًا
الكشف
وهـو الاطلاع علـى مـا وراء الحجـب مـن المعانـي الغيبية والأمور الحقيقيـة وجـوداً أو شهـوداً أو هو ا�[الكهف:65]� الذات الإلهية، والعالم ليس له وجود في ذاته لأنه صادر عن الله بالتجلي .
مفهوم التصوف وأنواعه في الميزان الشرع�. لذا نجد الصوفية عن طريق علم الحقيقـة نسخوا الشريعة بغير حق.


الحقيقة المحمدية
تعني أن النور المحمدي أشرق قبل أن يكون الخلق، ومنه خلق الكون وما حوى ، فهو أول شيء فاض عن الله سبحانه وتعالى ، ثم ما زال يظهر ويتسلسل هذا النور في الأنبياء إلى أن وصل إلى النبي محمد صلى الله عليه وسلم ، فكان محمد خاتم الأنبياء بهذا المعنى ولذا بُدئ به الأمر وختم، وكان محمد صلى الله عليه وسلم أكمل تجلي خلقي ظهر فيه الحق فهو الإنسان الكامل الذي حاز خلاصة الكون كله وأصبح مقابلاً للذات الإلهية.