الاخوة الأعـــزاء
يقول الله تبارك وتعالى في الحديث القدسي
" يا ابن ادم خلقتك لعبادتي فلا تلعب، وقسمت لك رزقك فلا تتعب
إن قل فلا تحزن وإن كثر منه فلا تفرح إن أنت رضيت بما قسمته لك أرحت بدنك
وعقلك وكنت عندي محمودا وان لم ترضى بما قسمته لك أتعبت بدنك وعقلك
وكنت عندي مذموما وعزتي وجلالي لأسلطن عليك الدنيا تركض فيها ركض الوحوش
في الفلاة ثم لا يصيبك منها إلا ما كتبته لك.
وقال رسولنا الهادى الأمين مُحمد صلى الله عليه وسلم :
:" لو كان لابن آدم واديا من ذهب لتمنى أن يكون له واديان
ولن يملء فم ابن آدم إلا التراب".
صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم
,,,,,,,,,,,,,,
البعض منا ربما يأتى عليه وقت ما
ويتأمل حال مجتمعنا العربى
وينظر لجاره أو صديقه
ويجد نفسه يسترسل مع عقله الباطن
ويقارن بين نفسه وحاله وبين الاخرين
ويقول بينه وبين نفسه
لماذا فُلان أبيه ثرى وأنا والدى فقير ؟!!
وأسئلة كثيرة يسألها لنفسه
وكأنه هو المسؤل عن قدره !!
ورغم علمنا جميعا أن هناك رب كريم له الأسماء الحُسنى
ومنها الكريم العدل الرحيم
هو الذى خلقنا وكتب لنا قدرنا وحدد لنا كُل شىء
ووضعنا فى اختبارات وابتلاءات عديدة
ولأننا وهبنا الله عز وجل نعمة العقل
الذى أدركنا به كل شىء فى الحياة
وأدركنا أن لنا ولكل هذا الكون اله
هو الله عز وجل
وهنا وددت أن نتناقش حول تلك النقطة
وهى الرضا وعدم الرضا
وان عدم الرضا هو سبب من اسباب تحول الانسان
من انسان شريف تقى الى انسان غير شريف عاصى
والفرق شاسع بين الاثنين
انسان قنوع غير متواكل يفعل ما عليه ويبذل كل جهده
وفكره الخاص من ارادة وتحدى لجميع منغصات الحياة
التى من المؤكد أن الجميع يمُر بها فى أحوال كثيرة ومختلفة
أما الانسان المتواكل الذى لا يستطيع سوى عدم الرضا
والغضب ومرافقة الشيطان
عندما يسأل ذلك السؤال الشيطانى
لماذا يارب ؟
يجب على كل انسان منا أن يرضى بقضاء ربه
سواء فى الرزق أو عند وفاة عزيز
لأننا على يقين أن حياتنا كلها لله عز وجل
لذلك الانسان القنوع الذى يرضى بقدره
مؤكد انه سيكون مرتاح البال لا يعكر صفو قلبه أى شىء
لا حسد ولا حقد
بل حُب فى الله لكل المخلوقات ولكل شىء
أما الانسان الاخر الذى يُعارض رغم علمه بان التقصير
من المؤكد موجود منه هو شخصيا
وذلك لتواكله وعدم ارتباطه ومعرفته بمعانى راقية
منها الطموح والارادة
وصراحة ذكاء كل الانسان تحدده تلك الأمور
الطموح والارادة وعدم تخطى حدود الله عز وجل .