لهم أعين لا يبصرون بها... هذه آية غريبة، فكيف يمكن للإنسان السليم ألا يرى أو يكون أعمى وهو يبصر؟ لنتأمل هذا الاكتشاف المثير....
... تبين للعلماء في دراسة حديثة أن المجرمين يعانون من مناطق مظلمة أو عمياء في الدماغ. فالإنسان العادي يتأثر دماغه بأي حدث من حوله فيظهر نشاطاً في مناطق محددة. ولكن عندما تم تصوير دماغ المجرم أو القاتل وجدوا أن هناك منطقة أو مناطق معتمة لا تستجيب ولا تنشط أثناء الأحداث التي يمر بها.
فعندما يشاهد الإنسان العادي منظراً إجرامياً مثل جريمة قتل يتأثر دماغه ويستجيب بسرعة فيخاف أو يقلق أو يتعاطف مع الضحية... ولكن في حالة المجرم وجد العلماء أن هذه المناطق في الدماغ لا تقوم بأي نشاط ولا تتأثر بالمشاهد وتبقى سوداء أثناء التجرية.
سبحان الله، لقد وصف الله أولئك المفسدين بأن أبصارهم قد عميت عن رؤية الحق وبالفعل هذا التشبيه حقيقة تماماً... يقول تعالى: (فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ (22) أُولَئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فَأَصَمَّهُمْ وَأَعْمَى أَبْصَارَهُمْ) [محمد: 22-23].
على اليمين دماغ مجرم تظهر فيه مناطق سوداء (مناطق غير نشطة) وعلى اليسار دماغ طبيعي . المصدر جامعة كاليفورنيا. العالم الذي أجرى التجربة هو James Fallon وهو عالم أعصاب أمريكي.
لقد وجد عالم الأعصاب الألماني Gerhard Roth أن هناك ما يسمى مناطق مظلمة في الدماغ “dark patch”
صورة بالمسح المغنطيسي لدماغ مجرم تظهر عليها المناطق السوداء وبخاصة في منطقة الناصية خلف العينين. هذه المنطقة تصاب عند المجرمين بالعمى، مع أنه يرى الأشياء ولكنه لا يتأثر بها ولا يترجمها دماغه وكأنه أعمى. قال تعالى في حق قوم نوح: (وَأَغْرَقْنَا الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآَيَاتِنَا إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْمًا عَمِينَ) [الأعراف