لو تاملت كيف نشا الشرك على الارض لوجدت انه الغلو في الصالحين و رفعهم فوق منزلتهم ففي قوم نوح كان الناس موحدين يعبدون الله وحده لا شريك له ولم يكن شرك على وجه الارض ابدا وكان فيهم خمسة رجال صالحين هم ود/ سواع/ يغوث/ يعوق / نسر وكانوا يتعبدون ويعلمون الناس الدين فلما ماتوا حزن قومهم وقالوا ذهب الذين كانوا يذكروننا بفضل العبادة و يامرننا بطاعة الله فوسوس الشيطان لهم قائلا : لو صورتم صورهم على شكل تماثيل و نصبتموها عند مساجدكم فاذا رايتموهم ذكرتم العبادة فنشطتم لها فاطاعوه فاتخذوا الاصنام رموزا لتذكرهم بالعبادة و الصلاح فكانوا فعلا يرون هذه الاصنام فيتذكرون العبادة ومضت السنين و ذهب هذا الجيل ونشا اولادهم من بعدهم و كبروا و هم يرون اباءهم يثنون على هذه التماثيل والاصنام و يعظمونها لانها تذكرهم بالصالحين ثم نشا قوم بعدهم فقال لهم ابليس : (( ان الذين كانوا من قبلكم كانوا يعبدونها و كانوا اذا اصابهم قحط او حاجة لجئوا اليها فاعبدوها )) فعبدوها حتى بعث الله اليهم نوحا عليه السلام فدعاهم الف سنة الا خمسين عاما فما امن معه الا قليل فغضب الله على الكافرين فاهلكم بالطوفان هدا ما حدث في قوم نوح عليه السلام فكيف نشا الشرك في قوم ابراهيم ؟ كانوا يعبدون الكواكب والنجوم و يرون انها تتحكم في الاكوان و تكشف الكربات و تجيب الدعوات و تهب الحاجات يعتقدون ان هذه الكواكب وسطاء بين الله وخلقه و انهم موكول اليهم تصريف هذا العالم ثم لم يلبثوا ان صنعوا اصناما على صورة الكواكب و الملائكة وكان ابوه يصنع الاصنام فيعطيها لاولاده فيبيعونها وكان يلزم ابراهيم للخروج لبيع الاصنام فكان ينادي عليها (( من يشتري ما يضره و لا ينفعه ؟)) فيرجع اخوته وقد باعوا اصنامهم و يرجع ابراهيم باصنامه كاملة كما هي ثم دعا اباه و قومه الى نبذ هذه الاصنام فلم يستجيبوا له فحطم اصنامهم فحاولوا احراقه فانجاه الله من الناااااااااار