الجنــــــة والنـــــار
بسم الله الرحمن الرحيم
الجزء الأول من الحديث النبوي الشريف
عن ابي هريرة رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال( لما خلق الله الجنة قال لجبريل اذهب فانظر اليها فذهب فنظر اليها
والى ما اعد الله لاهلها فيها ثم جاء فقال : اي ربي وعزتك لا يسمع
بها احد الا دخلها ثم حفها بالمكاره ثم قال لجبريل اذهب فانظر اليها فذهب
فنظر اليها ثم جاء فقال: اي ربي وعزتك خشيت ان لا يدخلها احد )
والجنة هي دار النعيم المقيم أعدها الله للمؤمنين المطيعين لله ورسوله
فيها جميع أنواع النعيم الدائم
وهنا يأتي السؤال كيف ادخل الجنة؟ كيف أنالها ؟ وما ثمنها ؟انا أريد الجنة هل افتديها بمالي, بولدي, ام ماذا؟
هنا يجيب المولى عز وجل (يَوْمَ لَا يَنفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ * إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ)
الشعراء
إذا المال والبنون لا ينفع ثمنا للجنة, وبقي القلب السليم
فما هو القلب السليم وكيف يكون سليما؟
ستة أشياء إذا كانت في القلب كان سليما
وهي الإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله والإيمان باليوم الأخر
والقدر خيره وشره.
الإيمان بالله هو
التصديق الكامل والجازم بوجود الله تعالى والإقرار بربوبيته
والوهيته وأسمائه وصفاته.
الإيمان بالملائكة هو
التصديق الكامل والجازم بوجود الملائكة وأنهم نوع من مخلوقات الله
لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون.
أما الإيمان بكتبه فمعناه
التصديق الكامل والجازم بان لله كتبا انزلها على رسله إلى العباد وأنها كلام
الله تعالى وان فيها الحق والنور للناس أجمعين.
والإيمان بالرسل هو
احد أركان الإيمان فالدنيا مظلمة إلا ما طلعت عليه شمس الرسالة
ولا سبيل إلى السعادة والفلاح في الدارين إلا على أيدي الرسل.
والإيمان باليوم الأخر
فقد اهتم القران العظيم بتقريره في كل موضع والله كثيرا ما ربط الإيمان
بالله واليوم الأخر, ومثاله قوله تعالى (ذلك يوعظ به من كان منكم يؤمن
بالله واليوم الأخر ) البقرة
اما الإيمان بالقدر
فهو التصديق الجازم بان كل خير وشر فهو بقضاء الله وقدره وانه الفعال
لما يريد لا يكون شيء الا بإرادته ولا يخرج شيء عن مشيئته وليس
في العالم شيء يخرج عن تقديره.
ومن هذا كله يأتي تطبيق الفرائض والأوامر والنواهي والعمل الصالح
من صلاة وصيام وزكاة وحج البيت لمن استطاع إليه سبيلا ويأتي
في أولها شهادة ان لا اله الا الله وان محمدا رسول.
والأن فلنقل أن القلب أصبح سليما فهل يكفي هذا لدخول الجنة ؟
وماذا عن نعم الله التي لا تحصى, قال تعالى ( وَإِن تَعُدُّواْ نِعْمَةَ اللّهِ لاَ تُحْصُوهَا
إِنَّ اللّهَ لَغَفُورٌ رَّحِيمٌ ) النحل
فنعمة الإيمان من الله ولولاها لما كان القلب سليما, فما السبيل اذا ؟
بقــــــــي لنــــــا شيئيــــــــن
اولهما : شفاعة الرسول الكريم للناس يوم يقوم الحساب
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (اتاني ات من الله فخيرني بين ان يدخل
نصف امتي الجنة وبين الشفاعة فاخترت الشفاعة وهي لمن مات لا يشرك بالله شيئا)
وثانيهما: رحمة الله التي ادخرها لنا يوم القيامة
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (ان لله مائة رحمة فمنها رحمة بها يتراحم
الخلق بينهم وتسعة وتسعون ليوم القيامة )وقال عليه الصلاة والسلام
لا يدخل احدا منكم عمله الجنة ولا يجيره من النار
الا برحمة من الله)
نسالك اللهم رضاك والجنة وما قرب إليها من قول وعمل
اللهم ارحمنا ولا تعذبنا ووفقنا ولا تخذلنا ولا تسلب منا الإيمان عند خواتيمنا
فانه لا ملجأ لنا إلا إليك ولا معول لنا إلا عليك يا ارحم الراحمين اللهم أمـــــــــين