العلم رأسه وأهمه وعاموده (القرآن) فإذا أحسنت التعامل معه أُتيت بمفتاح الخير كله، وفتحت عليك أبواب البركه. الكثير منا يتعامل مع القرآن ( حفظاً - تلاوة - حُباً - نشراً) لكن من منا وصل لدرجة الإحسان. ... هنا يظهر سؤال ... ما الطريق إلى الإحسان في التعامل مع القرآن؟ الجواب: هو أن نتعامل مع القرآن من أجل أن يزيد إيماننا. ( وهذا منهج سلفنا الصالح) قال جُندب رضي الله :"تعلّمنا الإيمانَ قبل القرآن، فلما قرأنا القرآنَ ازددنا إيمانا" والقرآن نزل بلغة العرب الفصحى، ولا يوجد أبلغ من العرب باللغه. ولكي يحفظوا اللفظ من اللحن وضعت علوم القرآن لحراسته ( النحو - الصرف - البلاغه - علم الرسم - علم المخارج والتجويد ... الخ) لكي يحفظ المعنى من التحريف. إذاً حراسة اللفظ مهمه لكنها ليست مقصد، وإنما هي وسيلة وليست غاية. إذاً ما الغاية من تلاوة القرآن؟ هو زيادة الإيمان.. وهذا هو الفرق بين المؤمن والمنافق. عَنْ أَبِي مُوسَى الْأَشْعَرِيِّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (مَثَلُ الْمُؤْمِنِ الَّذِي يَقْرَأُ الْقُرْآنَ كَمَثَلِ الأُتْرُجَّةِ؛ رِيحُهَا طَيِّبٌ وَطَعْمُهَا طَيِّبٌ, وَمَثَلُ الْمُؤْمِنِ الَّذِي لَا يَقْرَأُ الْقُرْآنَ؛ كَمَثَلِ التَّمْرَةِ لَا رِيحَ لَهَا وَطَعْمُهَا حُلْوٌ, وَمَثَلُ الْمُنَافِقِ الَّذِي يَقْرَأُ الْقُرْآنَ مَثَلُ الرَّيْحَانَةِ؛ رِيحُهَا طَيِّبٌ وَطَعْمُهَا مُرٌّ, وَمَثَلُ الْمُنَافِقِ الَّذِي لَا يَقْرَأُ الْقُرْآنَ كَمَثَلِ الْحَنْظَلَةِ لَيْسَ لَهَا رِيحٌ وَطَعْمُهَا مُرٌّ). ولتحقيق الغاية من تلاوة القرآن وحفظه علينا أن نستن بمنهج السلف في أخذهم القرآن .. وهي كالتالي: ١- كانوا يأخذون السورة كاملة .. وليس بالأجزاء لأننا قد نقطع المعنى أو القصه. ٢- كان همهم ( العِلم والعمل) لا آخر السورة ونهايتها عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ ، قَالَ : " كَانَ الرَّجُلُ مِنَّا إِذَا تَعَلَّمَ عَشْرَ آيَاتٍ ، لَمْ يُجَاوِزْهُنَّ حَتَّى يَعْرِفَ مَعَانِيَهُنَّ وَالْعَمَلَ بِهِنَّ " وبعد هذه المقدمة ندخل في طريقة ( الحفظ التربوي) أو ( القراءة التدبرية) ويمر بثلاث مراحل: ١- التهيئة. ٢- الدراسة. ٣- الحفظ. أولاً: مرحلة التهيئة: وهي على خطوتين: الخطوة الأولى: ١- قراءة السورة أو سماعها كاملة من أولها إلى آخرها في جلسة واحدة. ٢- أن تكون القراءة جهرية مع الترتيل والتغني بالقرآن. ٣- لا تنسى الاستعاذة من الشيطان الرجيم، لأن النسيان منشأه الشيطان. ٤- حاول سماع السورة من شيخ مُتقن أكثر من مرة ( فحُسن الفهم يُنال بحُسن الاستماع) الخطوة الثانية: من خلال القراءة نلاحظ ونسجل عدة أشياء وهي كالتالي: أ- من جهة الموضوع: ١- التعرف على الله من خلال ما تُخبرنا السورة عن أسماء الله وصفاته وأفعاله. ٢- ملاحظة ما ورد في السورة من أركان الإيمان السته. ٣- ملاحظة ما ورد من قصص وأمثال في السورة. ٤- ملاحظة ما ورد في السورة من أوصاف أو أحوال الناس (مؤمن - منافق - كافر) ٥- ملاحظة الأوامر والنواهي. *وكلما زاد علمي زادت دقة ملاحظتي. ب- من جهة اسم السورة: ١- أين ذُكر اسم السورة في الآيات داخل السورة نفسها. ٢- العناية بمطلع السورة وخاتمتها، والعلاقة بينهما. ٣- على ماذا تدور السورة بالنسبة لاسمها. ٤- معرفه هل السورة مكيه أو مدنية ودلالة ذلك. ج- من جهة الألفاظ: ١- ملاحظة تكرار ألفاظ متطابقة ومتشابهه. ٢- ملاحظة وتسجيل الألفاظ غير المفهومه. ثانياً: مرحلة الدراسة: أ-قراءة السورة قراءه تفسيرية (التدبر)... والمراد بذلك هو أن تعين نفسك على فهم الآيات، حتى تصل إلى تحديد ما تعرف وما لا تعرف (وهو قليل) فالتفسير على أربعة مراحل: ١- وجه تعرفه العرب من كلامها. ٢- تفسير لا يعذر أحد بجهالته. ٣- تفسير يعرفه العلماء. (وهنا نستعين بكُتب التفسير) ٤- تفسير لا يعلمه إلا الله. ب- دراسة الآيات ( من حيث التتابع وارتباط الآية بما قبلها). ج- تقسيم السورة إلى وحدات موضوعيه بناءً على ما سبق. د- تحديد أهم الموضوعات الوارده فيها ودراستها دراسة موضوعية( أسماء الله وصفاته، الأمثال ... الخ). هـ- الإجابة عن الكلمات والاستفسارات التي دونتها مسبقاً ويكون هذا بالاستعانة بكتب التفسير، ولا يتوقع الحصول على جميع الإجابات في تفسير واحد. وأخيراً تأتي مرحلة الحفظ وهي سهلة ميسرة بفضل من الله بعدما تكرر سماع السورة وفهم جميع ما ورد فيها منقوول