موضوع: قوة الصابرين من رب العالمين 19/4/2013, 14:18
Iالبشرى الخامسة عشر قوة الصابرين من عند ربِّ العالمين
وهذه البشرى يا إخوانى بشرى يحتاجها كل المسلمون وبالذات هذه الأيام التى تكالبت فيها قوى الشر على الإسلام وأهله وهى البشرى العظيمة التى قال فيها الله{إِن يَكُن مِّنكُمْ عِشْرُونَ صَابِرُونَ يَغْلِبُواْ مِئَتَيْنِ}قال عشرون صابرون وليس آكلون وقد كان سيدنا على يضرب بسيفين فى الحرب باليمين وباليسار وكان مع قلة الأكل قويا قوة من عند القوى فقد ورد أنه كان عندما يمسك معصم رجل يمنع تنفسه ومرة رفع باب حصن وتدرع به فجاء بعد المعركة ثلاثون رجلاً فما استطاعوا أن يحركوا الباب ليعيدوه وكانوا يؤمرون ألا يفرَّ واحدُ من عشرة أمامه أما نحن جمعياً فنقول: القوة من القوت وهذا هو الظاهر ولكن البشرى الباطنة فى الآية هى أن القوت من المقيت والقوة من القوى فمن استمد البشرى من القوى فهو بعشرة ولو لم يكن قويا كما أشار الله فالمؤمن الصابر لا يضعف عن أن يساوى إثنين ممن سواه فيا هنا من أدرك البشرى فهل هذا يخاف أو يجبن؟ حاشا لله أن يضعف من قوَّاه وحاشا لله أن يذلَّ من هو فى حماه فافرحوا بالبشرى وادخلوا فى حمى الله وتقووا بالله وبقوة الله تنصروا على من استقوى بغيرالله وأبين لكم المزيد نحن نأكل اللحوم من أجل القوة فأين القوة بيننا مقارنة بمن سبقونا؟ وماذا أكل آبائنا؟وكيف كانت قوتهم بالنسبة لطعامهم؟فنحن الآن نأكل الكثيروكان آباؤنا وأجدادنا يأكلون الفتات ومع ذلك كانوا فى منتهى القوة والثبات وكنت أعرف محفظاً كفيفا ًللقرآن كان يمسك السيارة من الخلف ثم تدور فلا تستطيع أن تنطلق فالقوة من القوى أما الآن فنحن نأكل ونأخذ مع الأكل أدوية وعقاقير للقوة ومع ذلك لا نقوى على شئ وذلك لأننا لجأنا بالكلية إلى الأسباب ودخلنا فى هذا الحجاب فعاملنا الله من هذا الباب وأغلق أمامنا كنوز حضرة الوهاب وأولها كنوز القوى الصبور فقوة الصبر من حضرة الصبور ولكي تنالها لابد أن تتصل بحبل الإيمان والنور فيمددك القوى بقوته ويلبسك الصبور حلته ويسبل عليك سرَّ رعايته فيظهر عليك نور اسمه الصبور ويحتار فيك أهل القوى والشرور ولذا قال كاشفاً سرَّ الصبر ومبشراً أهله بسعة الأرزاق فى جميع الآفاق بل وموسعاً بشراه لأهل التصبَّر فياهنانا ببشراه{وَمَنْ يَتَصَبَّرْ يُصَبِّرْهُ الله وَمَا أُعْطِيَ أحَدٌ شَيْئَاً هُوَ خَيْرٌ وأَوْسَعُ مِنَ الصَّبْرِ} فلا يقولنَّ أحدٌ بعد اليوم إن صبرى قليلٌ أو صدرى ضيق لأن من تصبَّر كافأه الله فصبَّره وجعله صابراً فلو تصبَّرت ساعة لصبَّرك الله دهراً فاعزم وتحرَّك وأرِ الله من نفسك خيراً يفتح لك باب الرزق الأوسع الواسع من بحر الصبر الشاسع فيا هنا من أبحر فيه وسافر وعلى الله توَّكل وبمولاه لاذ وصابر قال الإمام على :
أَلاَ فَاصْبِرْ على الحَدَثِ الجَلِيْلِ وَدَاوِ جِوَاكَ بالصَّبْرِ الجَميلِ وَلاَ تَجْزَعْ وإِنْ أَعْسَرْتَ يوما فَقَدْ أَيْسَرْتَ في الزَّمَنِ الطَّوْيِل ولا تَيْأَسْ فإِنَّ اليَأْسَ كُفْرٌ لَعَلَّ اللَه يُغنِي مِنْ قليلِ ولا تَظْنُنْ بِرَبِّكَ غير خَيْرٍ فَإِنَّ اللَه أُوْلَى بالجميل وإِنَّ العُسْرَ يتبعه يَسارٌ وقولُ اللِه أَصْدَقُ كُلِّ قِيلِ
واخترت لكم أبيات قلة ولكنها رائعة فى الصبر والتصبِّر قال محمد بن بشر:
إن الأمور إذا اشتدت مسالكها فالصبر يفتح منها كل ما رتجا لا تيأسن وإن طالت مطالبه إذا استعنت بصبر أن ترى فرجا وقال أحد الكرام رضى الله عنهم على الدوام: ما أحسن الصبر في مواطنه فإن عزَّ فالتصبُّر أصلٌ ما له ثمنُ ما رُزِقَ أحدٌ خيراً منهما حسنا عواقب الصبر جلَّت ما لـها ثمن
وقال الشاعر الآخر مشجعاً على الصبر:
إذا كنت في ضرٌ ولم تر حيلة فصبرٌ أو تصبُّر مدركُ الأمر كذاك عيون الماء تكدر مرّة وتصفو مراراً فهى عادة الدهر وحبيبنا الهادى أنبأ حكمةً ألا عطا أبداً أوسع من الصبر وقد أمر فى المنقول آل ياسر صبراً جميلاً فهو مربط النصر
وقال آخر قولاً يعده البعض من أجمل ما نظم فى الصبر:
وإذا مسَّك الزمان بضرٍّ عظمت دونه الخطوب وجلت وأتت بعده نوائب أخرى سئمت نفسك الحياة وملَّت فاصطبر وانتظر بلوغ الأماني فالرزايا إذا توالت تولَّت وإذا أوهنت قواك وجلت كشفت عنك جملة وتخلَّت
وما قيل فى الصبر والتصبر أكثر من أن يحصى وفيما سبق عبرة كافية.[/SIZE] [SIZE="5"] من كتاب ( بشائر الفضل الالهى ) لفضيلة الاستاذ فوزى محمد ابوزيد [URL="http://www.fawzyabuzeid.com/page.php?id=28"] للتحميل مجانا اضغط هنــــــــــــــــــا[/URL][/SIZE]